اتهم الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الولاياتالمتحدة وحلفاءها أمس، بالتخطيط لحرب بين إيران ودول عربية، مؤكداً أن بلاده تنوي «الاستفادة من كلّ الطاقات والإمكانات المتاحة، لأداء دور تاريخي». تزامن ذلك مع تنديد طهران بمطالبة دول مجلس التعاون الخليجي المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتحرك ل «وقف التدخلات والاستفزازات الإيرانية السافرة» في الشؤون الخليجية، وذلك في ختام اجتماع وزراء خارجية دول المجلس في الرياض الأحد. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست: «تكرار المزاعم والاتهامات الكاذبة ضد إيران، في بيان المجلس، مرفوض ولا أساس له، وهو يستهدف تضليل الرأي العام العالمي عن الإجراءات العسكرية والأزمات في بعض دول المنطقة». واستغرب «ادعاء وزراء خارجية المجلس، تدخل إيران في القضايا الإقليمية، فيما القوات العسكرية لبعض الدول الأعضاء في المجلس، وبانتهاكها كلّ القوانين والمعاهدات الدولية، تتدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، وتقمع الرجال والنساء العزل»، معلناً رفض «سياسة القمع في البحرين»، ومشدداً على «ضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب البحريني». الى ذلك، تحدث نجاد خلال عرض عسكري قرب ضريح الخميني، إحياءً ل «يوم الجيش» والذي شهد تحليق مقاتلات وعرض صواريخ وعربات مزودة أجهزة اتصال. وقال الرئيس الإيراني: «العدو يسعى الى إشعال حرب بين دول وحكومات، ويخطط لحرب إيرانية - عربية وشيعية - سنية في المنطقة، لكن خطط الولاياتالمتحدة وحلفاءها ستفشل. إيران صديقة لكل الدول وتتمنى تطورها، وأنا واثق بإحباط هذه المؤامرة الجديدة للاستكبار، بفضل يقظة الناس والمسؤولين السياسيين، وأيضاً حكومات المنطقة كما أتمنى». وذكّر بمصير صدام حسين، قائلاً: «الولاياتالمتحدة ليست صديقاً شريفاً. التجربة أثبتت انها قاتلت أصدقاءها الذين ضحّوا بأنفسهم من أجلها، وأن أهم الحروب التي خاضتها وأهم الخيانات التي ارتكبتها، كانت ضد أصدقائها الذين ضحّوا من أجلها». واعتبر أن «العدو البائس يسعى من خلال المكر والخداع، الى تغيير المعادلات الإقليمية والدولية، ومصادرة الانتفاضات الشعبية». وشدد نجاد على أن «الأمن والاستقرار في المنطقة يتحقّقان من خلال التضامن والتكاتف والتعاون والوحدة الصادقة بين كلّ دول المنطقة وقادتها». ورأى ان «القوات المسلحة الإيرانية هي صمام أمان للسلام في المنطقة والعالم»، مشدداً على ان «إيران تنوي الاستفادة من كلّ الطاقات والإمكانات المتاحة، لأداء دور تاريخي». وبعد أسابيع قليلة على عبور بارجتين إيرانيتين قناة السويس، للمرة الأولى منذ الثورة عام 1979، وتوجههما الى سورية، أعلن قائد الجيش الإيراني الجنرال عطاء الله صالحي ان قواته تخطط لتوسيع عملياتها البحرية، قائلاً: «إيران وضعت قدَماً في منطقة البحر المتوسط، وكما تدخل قوات أجنبية منطقتنا، يمكننا دخول مياه دولية». في الوقت ذاته، شدد مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران للشؤون العسكرية، الجنرال يحيي رحيم صفوي، على أن «إيران في ذروة قوتها»، مشيراً الى «امتلاك قواتها المسلحة القوة الرادعة التي تردّ الصاع صاعين لكلّ من تسوّل له نفسه الاعتداء عليها». كما اعتبر أن «المصالح الاقتصادية الأميركية في المنطقة لن تسمح لواشنطن بتنفيذ أي شيء ضد الشعب الإيراني». وصعّد حملته على السعودية معتبراً أنها «بالذريعة ذاتها (لنشر درع الجزيرة في البحرين) ربما تتعرّض لهجوم». في غضون ذلك، اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون أن «إيران لن تتمكن من إعاقة» رؤية الرئيس باراك أوباما «لعالم خالٍ من السلاح النووي». وأكد دونيلون العائد من جولة في الخليج، أن واشنطن «ستستكمل ضغوطها على إيران وكوريا الشمالية»، معتبراً أن طهران «تحاول استغلال التغيير الذي يكتسح الشرق الأوسط». لكنه شدد في مقال نشرته صحيفة «فايننشال تايمز»، على أن «النفاق بين زعمها مساندة الإصلاح في دول أخرى، وقمعه في دارها، جليّ أمام العالم كلّه». وأضاف: «بعضهم يعتقد بأن التغييرات في المنطقة ستزيد من تأثير إيران. في الحقيقة العكس سيحصل. في شرق أوسط حيث يقرر مزيد من المواطنين مصيرهم، ستكون عزلة إيران أكبر ومن خلال أفعالها».