شددت المملكة العربية السعودية أمس على الموقف الصادر عن الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، مساء الأحد، من إدانة التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية لدول المجلس، في حين اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن البيان الخليجي «اعتمد بضغط من الولاياتالمتحدة وحلفائها». وجدد مجلس الوزراء السعودي الذي انعقد أمس برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز الإشارة الى «تآمر إيران على أمن دول مجلس التعاون الوطني وبث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطنيها، في انتهاك لسيادتها واستقلالها ولمبادئ حسن الجوار والأعراف والقوانين الدولية وميثاق الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي». وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل صرح عقب الاجتماع الخليجي إن «إيران تسير في الاتجاه الخاطئ»، أما وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد، فرأى أن «الكشف عن خلية التجسس الإيرانية في الكويت، أكد وجود تناقض غريب وكبير في مواقف إيران». وأضاف: «طهران تدعي دوماً وتطالب بأن تكون العلاقات معها مبنية على حسن الجوار، لكن ذلك يتناقض في شكل كبير مع سلوكها». وفي طهران، قال نجاد في مؤتمر صحافي لمناسبة رأس السنة الإيرانيةالجديدة: «لا توجد أي قيمة قانونية لهذا الإعلان (الخليجي) الذي اعتمد تحت ضغط من الولاياتالمتحدة وحلفائها». وأضاف: «من المشين إرسال قوات (الى بلد أجنبي)، اسحبوها»، موجهاً الحديث الى السعودية والإمارات التي أرسلت قوات الى البحرين. ونفى نجاد أن تكون لبلاده شبكة تجسس في الكويت، واعتبر أن تأكيد السلطات الكويتية ذلك «لا معنى له على الإطلاق (...) ماذا يوجد لدى الكويتيين يمكن أن يجعلنا نرغب في التجسس عليه؟». وأضاف: «من الواضح أن أيادي خارجية تريد زرع الخلاف وافتعال المشاكل» بين الكويت وإيران، لكن هذه المحاولة «ستفشل لأن الشعب الكويتي صديقنا، ونحن أصدقاء للحكومة الكويتية وهي صديقتنا». ووصف الناطق باسم «لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية» في مجلس الشورى الإيراني كاظم جلالي البيان الخليجي بأنه «انفعالي ومحض افتراء»، ناصحاً دول مجلس التعاون بأن «تستمع الى أصوات شعوبها بدلاً من اتخاذ مواقف غير واقعية، وأن تعمل على تنفيذ ما تنشده الشعوب». وقال جلالي: «للأسف فان تدخل السعودية في البحرين وفي شكل عسكري يعد ظاهرة جديدة زادت من تعقيد القضايا على الصعيد الإقليمي. طبعاً على السعودية أن تصحح سلوكها وتعتذر للشعب البحريني». وتابع: «لا شك في أن بعض الدول تسعى الى إيجاد الشقاق والخلاف في المنطقة ولكن هذا المخطط لا يمكن أن ينجح لأن دول المنطقة تعرف في شكل كامل الرسالة الوحدوية للجمهورية الإسلامية». وقال: «إن هذه الدول بدلاً من أن تصغي الى مطالب شعوبها، تحاول توجيه أصابع الاتهام الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في حين انهم يعرفون تبعيتهم للولايات المتحدة الأميركية وسلوكهم المرتعب أمام الكيان الصهيوني، مما ألحق إهانة تاريخية بالشعوب العربية». ودافع رئيس «لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية» في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي أمس، عن البيان الذي أصدرته لجنته ولقي إدانة خليجية، وقال: «أصدرنا البيان لأن البحرين تعد بلداً مستقلاً وعضواً في الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي». وأضاف: «أن نرى بلداً يحشد قواته لقمع شعبه بواسطة الأسلحة الثقيلة فهذا أمر مرفوض ليس في إيران فقط بل في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من حقوق الإنسان والأعراف الدولية». وختم بروجردي تصريحه بالقول: «يتذكر مجلس التعاون الخليجي أنه عندما احتلت قوات صدام الكويت فإن جميع هذه البلدان كان يساورها القلق وإن الجمهورية الإسلامية دعمتهم بغض النظر عن مساعدة تلك الدول للعراق في فترة الحرب معنا والتي تقدر بعشرات بلايين الدولارات». وأضاف: «نتمنى أن يتبنى أعضاء مجلس التعاون نظرة واقعية لاتخاذ القرارات وبيان وجهات نظرهم».