أثارت مزحة للرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام السكان الأصليين لأميركا، وتشبيهه عضواً في الكونغرس ب «بوكاهانتس»، في دلالة اعتبرها كثيرون عنصرية، سخطَ أقلية الأميركيين من السكان الأصليين وعرّضت الرئيس لانتقادات حادة. تزامن ذلك مع أزمة جديدة مع الديموقراطيين تسببت بامتناعهم عن حضور اجتماع مقرر في البيت الأبيض. وخلال تكريمه ثلاثة أميركيين من السكان الأصليين ينتمون إلى قبيلة «نافاهو» كانوا شاركوا في الحرب العالمية الثانية ضمن قوات مشاة البحرية (مارينز)، قال ترامب للمحاربين القدامى في البيت الأبيض: «أريد أن أشكركم لأنكم أشخاص مميزون جداً، أقدّر شجاعتكم وحبكم بلادكم. كنتم هنا (في الولاياتالمتحدة) قبل أيّ منا، على رغم أن لدينا نائباً في الكونغرس يقولون إنها كانت هنا قبل وقت طويل جداً، ويسمّونها بوكاهانتس». ويمازح ترامب السيناتور الديموقراطية إليزابيت وارن بتسميتها «بوكاهانتس»، لكن التعبير الذي ورد عن فتاة في أفلام الكرتون، لطالما أثار حفيظة جماعات الأميركيين الأصليين. وفاجأت إشارة ترامب التي لم تكن مرتبطة بالاحتفال وتُعتبر لفظاً عنصرياً عدائياً، الحاضرين وتعاملوا مع الأمر بابتسامات مهذبة وبصمت. وقال ناطق باسم رئيس «جماعة الأمّة نافاهو» إن أعضاء الجماعة يشعرون بتقدير كبير لتكريم ترامب إياهم، مستدركاً أن تصريحاته عن وارن لم تكن مناسبة. وعلقت السيناتور على الأمر شاكية من أن الرئيس لا يمكنه تفويت مناسبة واحدة «من دون إهانة عنصرية». وكان الاحتفال مخصصاً لتكريم فليمنغ بيغاي وتوماس بيغاي وبيتر مكدونالد، وهم بين عشرات من السكان الأصليين الذين جنّدتهم قوات ال «مارينز» لنقل خطط القوات الأميركية وتكتيكاتها أثناء الحرب العالمية الثانية، باستخدام شيفرة مقتبسة من لغتهم الأصلية، بسبب قدرة العدو على فك الشيفرات العسكرية السابقة. وجنّدت ال «مارينز» 29 من قبيلة «نافاهو» من دون إطلاعهم على السبب الحقيقي لضمّهم، ثم ارتفع عددهم إلى 400. وأدت هذه الشيفرة دوراً مهماً في تقدّم قوات مشاة البحرية في منطقة المحيط الهادئ أثناء الحرب، بين عامَي 1942 و1945، عندما استسلمت القوات اليابانية للحلفاء. مشاكل ترامب تفاقمت على موقع «تويتر» أمس، بعد انتقاده الديموقراطيين واتهامه زعيميهم في الكونغرس نانسي بيلوسي في مجلس النواب وتشاك شومر في مجلس الشيوخ، بدعم الهجرة غير الشرعية. وأدّت التغريدة التي سبقت اجتماعاً للرئيس مع بيلوسي وشومر كان مقرراً أمس، إلى إلغاء الزعيمَين الديموقراطيَين اللقاء وامتناعهما عن التوجّه إلى البيت الأبيض. على صعيد آخر أعلن مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، أن ترامب يدرس بجدية موعد نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدسالمحتلة، وكيفية تحقيق ذلك.