اكتشف علماء بروتيناً يطلق عملية إنتاج أجسام مضادة تمنع تكاثر الطفيليات المسببة للملاريا، وفق دراسة نشرتها مجلة «ساينس» الأميركية. وقد يسمح هذا التفاعل المناعي بتطوير لقاح يحمي من الأشكال الأكثر حدّة من هذا المرض المسؤول عن وفاة أكثر من 600 ألف شخص سنوياً، خصوصاً في أفريقيا جنوب الصحراء. وهذا البروتين «بي إف سي اي ايه 1» مرتبط بتقليص مستويات الطفيليات لدى عدد كبير من الأطفال والبالغين في مناطق أفريقيا جنوب الصحراء، حيث يتفشى وباء الملاريا. كذلك أظهرت فئران، حُقنت تجريبياً بهذا البروتين، تراجعاً في مستويات الطفيليات في الدم. واعتبر هؤلاء الباحثون في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية أن اكتشاف هذا البروتين يمكن أن يكون عاملاً مساعداً للمجموعة المحدودة من الجزئيات المستخدمة حالياً في اللقاحات التجريبية ضد الملاريا. ويعيق هذا الجسم المضاد حركة الطفيليات التي تنقلها أنثى البعوض، إلى داخل الخلايا الموجودة في الكريات الحمر وتمنعها من التكاثر. وغالباً ما تنشأ لدى السكان في المناطق التي يتفشى فيها وباء الملاريا، تفاعلات مناعية طبيعية قادرة على الحد من مستوى الطفيليات في الدم. ويحدّ هذا الأمر من خطر الإصابة بارتفاع كبير في حرارة الجسم، أو بأعراض أكثر خطورة. وحلّل الباحثون عينات من أمصال الدم ل138 صبياً ورجلاً بالغاً تراوحت أعمارهم بين 12 و35 عاماً يعيشون في مناطق يتفشى فيها الملاريا في كينيا، واكتشفوا أن مستويات الطفيليات عند الأشخاص الذين عثر لديهم على هذا الجسم المضاد، كانت أقل بنسبة 50 في المئة مقارنة بالذين كانوا من دون هذا الجسم المضاد.