يتواصل التحقيق الفيديرالي في الولاياتالمتحدة حول دور روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، مقترباً أكثر فأكثر من الحلقة الضيقة للرئيس دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر الذي تم تقليص صلاحياته، فيما كُشف أمس، أن مكتب التحقيق الفيديرالي (أف.بي.آي) أخفق عام 2015 في إبلاغ مسؤولين أميركيين بأن روسيا تحاول قرصنة بريدهم الإلكتروني عبر عملية «الدب المتألق». وفي حين رصدت ثلاث صحف أميركية أمس، هي «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست» و «وول ستريت جورنال»، أن كوشنر يعيش عزلة سياسية في البيت الأبيض وأنه لم يعد يحظى بالكمّ ذاته من الوقت الذي كان يُتاح له مع ترامب، والد زوجته إيفانكا، وبات يشرف فقط على عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بدل الملفات المتشعبة التي كان يتولاها في بداية العهد. وعزت تقارير تراجع نفوذ كوشنر إلى سببين، الأول صعود نفوذ مدير الفريق الرئاسي جون كيلي الذي يشرف على مَن يزور ترامب ومَن يتحدث معه، والثاني هو التحقيق في احتمال تواطؤ حملة الرئيس الأميركي مع روسيا خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، الذي ينظر في دور صهر الرئيس واجتماعاته مع شخصيات مقربة من موسكو. وكتبت «نيويورك تايمز» أنه يتم حالياً تداول فكرة عودة كوشنر وإيفانكا ترامب إلى نيويورك وإدارة الشق المتعلق بأعمال العائلة، أو تعيين إيفانكا سفيرة لدى الأممالمتحدة بدل نيكي هايلي التي قد تصبح وزيرة للخارجية في حال استقالة ريكس تيلرسون، إلا أن والد جاريد، تشارلز كوشنر، نصحه بعدم القيام بذلك لعدم التحول إلى كبش محرقة في فريق ترامب. وينحصر تركيز كوشنر اليوم على محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فيما يطالب الكونغرس بمراسلاته الخاصة خلال الحملة، وينتظر المحقق روبرت مولر تعاون مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين وما سيقوله عن كوشنر. وكشفت وكالة «أسوشييتد برس» أمس، أن مكتب التحقيق الفيديرالي «أف.بي.آي» فشل في إبلاغ مسؤولين في الإدارة الأميركية عام 2015 بأن روسيا تحاول قرصنة بريدهم الإلكتروني على رغم وجود أدلة عمرها سنة على ذلك. وأفادت الوكالة بأنه من أصل 80 مقابلة مع أميركيين استهدفتهم عملية «فانسي بير» أو «الدب المتألق» الروسية، أبلغ «أف.بي.آي» 2 فقط باحتمال استهدافهم. وفي حين رفض «أف.بي.آي» التعليق على التقرير، أعرب مسؤولون سابقون عن صدمتهم لهذا التلكؤ، خصوصاً أن مكتب التحقيق الفيديرالي كان يملك معلومات حول عملية التجسس عمرها أكثر من عام. وتمت «فانسي بير» بالتوازي مع عملية تجسس وقرصنة أخرى لروسيا استهدفت حملة المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون ومكاتب الحزب الديموقراطي. واستهدفت العملية أكثر من 500 شخص، بعضهم مسؤولون حاليون وآخرون متقاعدون من بينهم مدير الاستخبارات الوطنية سابقاً، إلا أن روسيا تنفي أي دور لها في هذه العملية أو في استهداف الحزب الديموقراطي.