يحاول الفنان اللبناني جورج خباز منذ بداياته، تقديم الكوميديا الهادفة، معتمداً على موهبة لافتة في التمثيل والإخراج والكتابة وتأليف الأغاني والتلحين. تنقّل بين التلفزيون والسينما والمسرح، واشتهر بأغنية «فش خلقك فش، مصاري ما فشّ» التي لاقت رواجاً كبيراً في تسعينات القرن العشرين. تحمل مسرحيته الجديدة عنوان «إلاّ إذا»، وقال في حديث ل «الحياة»، إن «العمل مختلف كثيراً عن الأعمال السابقة، فأنا للمرة الأولى أتكلم في شكل مباشر وأضع الأصبع على الجرح، وأتناول الوضع القائم لا بل الشرخ المعتقدي والفكري والثقافي والطائفي الذي نعانيه، ضمن قالب كوميدي ساخر». وكما في غالبية أعمال خباز الهادفة، ثمة رسالة ما يجب أن توجّه إلى المجتمع بكل فئاته، وهذا ما يميّز جمهوره الذي ينتمي إلى فئات وأعمار عدة. ويقول: «رسالتي في عملي الجديد، تُفيد بأننا تعبنا، وسنبقى متعبين لفترة طويلة من الوضع القائم ومشكلات البلد التي لا تنتهي». ويعتبر خباز أن «الكوميديا في هذا الزمن تزرع الفرح، وكم نحن بحاجة إليه في أيامنا هذه، وهي توصل الرسالة في شكل أسرع إلى المتفرج. كما أن الكوميديا السوداء تليق بالعبثية التي نعيشها، لذلك تجدني ميّالاً إلى هذا النمط». إقبال الجمهور على المسرح «الخبّازي» كبير. ويشير الفنان اللبناني إلى أن إخلاص الجمهور لمسرحه يعود إلى أسباب عدّة، منها عدم الاستخفاف بعقل المتفرج، والابتعاد عن الفلسفة والادعاء مقابل محاكاة الواقع بشفافية، ومحاولة الإجابة على أسئلة تشغل بال المواطن بعيداً من الإسفاف والابتذال والتهريج، واللعب على الغرائز الجنسية والسياسية. وتكتمل في عمل جورج خباز الجديد شروط المسرح، من حيث الحبكة والشخصيات والعلاقات في ما بينها وأبعادها النفسية. ويرى خباز أن «المسرح يعكس حقيقة ما في المجتمع، من آفات ومشكلات وانتكاسات». وفي قالب كوميدي يحمل في طيّاته نصاً مصقولاً، لا يخفي العفوية التي يتمتع بها خباز، تروي مسرحية «إلا إذا» قصة بناية قديمة نخرتها أهوال الحرب في بيروت، وعلى رغم أن سكّانها من أطياف ومذاهب مختلفة، فهم لم يبارحوا بيوتهم. يذكر أن آخر مسرحيات خباز كانت «بالكواليس» التي استمرت أشهراً عدة بنجاح كبير. وقد كرّمه أخيراً رئيس بليدة مدينة أوتاوا الكندية، بمنحه شهادة فخرية تقديرية من المدينة في افتتاح مهرجان الفيلم اللبناني في كندا، كما نال فيلمه «غدي» جائزة الجمهور في مونتريال ضمن المهرجان. مسرحية «إلا إذا» من بطولة: جورج خباز، لورا خباز، غسان عطية، جوزف آصاف، سينتيا كرم، جوزف ساسين، عمر ميقاتي، بطرس فرح، مي سحاب، جوزف سلامة، وسيم التوم، اسبد خاتشادوريان، كريستيل فغالي، توفيق الحجل، فادي أبو جودة وروجيه بركات. وخباز من مواليد 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 1976. عمل سنوات طويلة على خشبة المسرح، وأعاد تقديم مسرحيتي «بالنسبة لبكرا شو؟» و«نزل السرور» لزياد الرحباني، كما قدم مسرحيات «غادة الكاميليا»، «هاملت في ورطة»، «طق»، «مصيبة جديدة»، «كذاب كبير»، «هلأ وقتا»، «شو القضية»، «عالطريق»، «البروفسور»، «مطلوب»، «مش مختلفين»، «الأول بالصف»، «ناطرينو»، شارك في مسلسلات «إلى يارا»، «تقريباُ قصة حب»، «القناع» وغيرها والأفلام السينمائية «تحت القصف»، «يوما ما»، «غدي» و«وينن».