تبلغ الشاعر اللواء خلف بن هذال العتيبي بعدم مشاركته في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) قبل شهر من الآن، بحجة أن حفلة الافتتاح ستكون مختصرة، إضافة إلى عدم وجود فقرته الشعرية. وقال ابنه الشاعر فيصل بن خلف ل«الحياة»: «والدي يتمتع بصحة جيدة في الوقت الحالي، لكن غيابه عن الجنادرية 26 الأربعاء الماضي يعود لأسباب تخص الحفلة، إذ تبلغ قبل شهر من الآن من إدارة المهرجان بأن الحفلة مختصرة فقط، وهذا السبب الرئيس في غيابه»، مؤكداً أن والده في خدمة الدين، والمليك، والوطن واحتفالاته. وكان المشاهدون خلف الشاشات ينتظرون ظهور العتيبي مساء الأربعاء الماضي في مهرجان الجنادرية ال26 كعادته السنوية، كونه رمزاً من رموزه، إلا أن المفاجأة، غيابه دون علم مسبق لمتابعي المهرجان، ما اعتبره كثيرون صدمةً لهم، كونهم تعودوا في هذا الوقت من العام على قصيدته الحماسية. واعتاد المواطنون في السعودية على قصائد الشاعر اللواء خلف بن هذال في المحافل الرسمية الوطنية، التي يحضرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، نظير ما يتمتع به من أشعار حماسية، وحضور قوي، جعل عدداً كبيراً من الشعراء يعتبره شاعر الوطن الأول بلا منازع. ويعتبر خلف بن هذال الشاعر الشعبي الأول في السعودية، كون قصائده طوال ال30 عاماً الماضية وطنية، ما جعلها إحدى الفقرات الرئيسة في حفلة افتتاح مهرجان الجنادرية على مدى 25 عاماً مضت، وكذلك حضوره أمام الملك في الأعياد، والمناسبات الحكومية. ولعل حرب الخليج الثانية إبان احتلال العراق لدولة الكويت في عام 1990، كانت شاهداً على قصائد خلف الوطنية، التي اتسمت بالحماسة، وتشجيع الجيش السعودي في مواجهة العدو، ومن بعدها نال شهرة كبيرة على مستوى الوطن العربي، وانتشرت قصائده بين الخليجيين بشكل ملحوظ، إلى درجة أن عدداً كبيراً من الشعراء حاول السير على نهجه، لكنهم فشلوا في ذلك، إضافة إلى أن غربيين حضروا مهرجان الجنادرية خلال الأعوام الماضية، يسألون عنه، بعدما سمعوا بصيحات الجماهير أثناء إعلان اسمه، وقصيدته. ويكتفي العتيبي بالحضور في الأمسيات الرسمية في دول خليجية عدة فقط، إذ شارك في أمسية مهرجان دبي الذي يرعاه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وحل ضيفاً في النسخة الأولى من شاعر المليون في حلقة حضرها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان. يذكر أن خلف بن هذال من مواليد مركز ساجر (300 كيلومتر غرب الرياض)، ويبلغ من العمر نحو 66 عاماً.