قد لا يستوعب أغلب المرتبطين بانطلاق مهرجان الجنادرية منذ ربع قرن، أن افتتاحه اليوم سيخلو من حضور الشاعر اللواء خلف بن هذال العتيبي، وهو يصدح في منصته المعتادة ب «أطروحة وطنية شعبية» تبدو ك «مرايا عاكسة» تقرأ التاريخ والحاضر والمستقبل، في سائر الاحتفاليات ال25 الماضية لمهرجان الثقافة والتراث. وكشف الشاعر فيصل بن خلف، أحد أبناء «شاعر الوطن» السبعة، أن والده «لن يحضر حفل افتتاح مهرجان الجنادرية اليوم، للمرة الأولى منذ انطلاقه» ولم يفصح عن أسباب غيابه. وارتبط اسم خلف بن هذال بمهرجان الجنادرية، وباتت له شعبيته على الصعيدين المحلي والخليجي أيضا، خصوصا بالنسبة إلى المحبين للشعر الشعبي، خلال فقرته التي يشهدها افتتاح «الجنادرية» لنحو 20 دقيقة فقط. وبدأت علاقة اللواء العتيبي «68 عاما» بالشعر، عن طريق المصادفة المحضة، وسبق أن قال في هذا الصدد «ليس في أسرتنا شاعر، وفوجئت يوما بنظم قصيدة وعمري لا يتجاوز سبعة أعوام، لقيت قبولا في بيئتنا البدوية» وأضاف «كان شعر القلطة، المتنفس الحقيقي في غربتي أثناء عملي في الكويت». وخلال عمله في الكويت، وصفته منابر إعلامية مختلفة هناك ب «أحد أهم أسلحة التحرير، عبر قصيدته الشهيرة يالله بامانك». يحرص بعض الشباب على حضور بروفات حفل الافتتاح، أحدهم ويدعى فهد الظفيري، قال «أتابع فقرة الشاعر خلف بن هذال منذ أن كنت طفلا، وسيكون غيابه علامة فارقة». أما شاعر أوبريت هذا العام عبدالله الشريف، ذكر أن خلف بن هذال «اسم كبير، سنفقده هذا العام بعد أن جعلنا نحفظ أبياته ونرددها، وسيكون لغيابه الأثر الكبير في محبي الشعر هذا العام».