اجتاحت موجة فرح 40 طالبة، حصدن المراكز الأولى، في مسابقة «مواهب وإبداعات لطلاب وطالبات مدارس المنطقة الشرقية»، أثناء اعتلائهن على التوالي، منصة مركز «الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية» (سايتك) في الخبر، مساء أول من أمس، لتسلم الجوائز من نائبة وزير التربية والتعليم نورة الفايز، وسط تهليل وهتافات وتصفيق من عشرات الأمهات والمعلمات، اللائي تابعن الحفلة. وشاركت في النسخة الثانية من المسابقة نحو 1460 طالبة، يمثلن 575 مدرسة من مختلف محافظات الشرقية. وخاضت الطالبات فيها تصفية أولية، في مختلف فروع المسابقة، والمتمثلة في مسابقة «الابتكارات العلمية»، ومسابقة «الرياضيات واللغة الإنكليزية»، و«المسابقة الفنية والحاسب الآلي». وتأهلت نحو 371 منهن إلى التصفية النهائية. وتوصلت الفائزة في المركز الأول في مسابقة «الابتكارات العملية» مريم العقيلي، التي تدرس في الصف الثاني الثانوي، في المدرسة الثانوية السادسة في القطيف، إلى فكرة جهاز يقوم بعملية سحب غاز ثاني أكسيد الكربون المتصاعد من المصانع. وتقول: «دفعني انتشار أمراض الجهاز التنفسي في المنطقة، مثل الربو، إلى التفكير في آلية امتصاص النباتات لهذا الغاز، وإطلاقها في المقابل لغاز الأكسجين»، مؤكدة بأن مخترعها «يقوم على الفكرة ذاتها». ونوهت إلى أنها عملت عليه طوال شهرين. أما سلمى المطيري، التي تدرس في الصف الأول الثانوي، من المدرسة ال14 في الدمام، والفائزة بالمركز الثالث في المسابقة ذاتها، فلم يستغرق إنجاز اختراعها، سوى ثلاثة أيام، قامت خلالها بدمج جهازي «المانومتر» و«البارومتر» الزئبقي، لتحصل على جهاز «أخف وزناً، وأقل احتياجاً إلى مادة الزئبق». وعبرت المطيري عن أملها في أن «يُعمم استخدام الاختراع في المدارس، وأن يقوم مركز «سايتك» بتبنيه». فيما عبرت الفائزة بالمركز الأول في مسابقة «اللغة الإنكليزية»، فاطمة العجاجي التي تدرس في الصف الثالث المتوسط، في مدرسة «الفيصلية الأهلية» في الخبر، عن أملها في «خوض المسابقات المقبلة، وكذلك الحصول على درجة الدكتوراه». ووصفت المشرفة التربوية عضو لجنة تحكيم المسابقة أناهيد بدر، المسابقة ب«بذرة خير»، مضيفة «لم نصل بعد إلى مراحل عليا، لكن الطالبات اجتهدن، وتوصلن إلى مخترعات جميلة». وأشادت بما لديهن «من خيال علمي»، لافتة إلى «بساطة الابتكارات، وتوافر مكوناتها في البيئة». وطالبت المعلمات ب«تشجيع الموهوبات، وتوفير مناخ تعليمي صحي، يهتم في الجانب العملي، أكثر من التلقين». بدوره، أوضح المدير العام للتربية والتعليم (بنات) في المنطقة الشرقية الدكتور سمير العمران، في كلمة ألقاها، أن الهدف من المسابقة هو «تنمية مهارات التفكير، والإبداع، بين الطلبة من الجنسين، وكذلك خلق جو من التنافس الشريف بينهم، ما ينعكس في شكل إيجابي على مستواهم العلمي، ليشكلوا لبنة في مجتمع، يعنى بالنواحي العلمية، والطروحات الإبداعية، والتفكير الناقد».