في ظلّ افتقار المشاريع الثقافة العربية إلى الدعم المادي والمعنوي في مجتمعات تضع إمكاناتها في كلّ شيء ما عدا الثقافة، تُصرّ الروائية اللبنانية نجوى بركات على المضي في مشروع بدأته قبل نحو تسع سنوات وأثمر 23 رواية صدرت عن أهم دور النشر العربية (الآداب، الساقي، الفارابي، العين)، لكتّاب شباب من دول عربية مختلفة. ومع كلّ العوائق التي واجهتها، تبدو بركات متمسكة بفكرتها الطليعية حتى النهاية، رافضة لمحترفها أن يتوارى كما حدث لأفكار ومشاريع ثقافية أخرى. وفي هذا السياق، أعلن محترف نجوى بركات عن إقامة ورشة إبداعية مكثفة بعنوان «كيف تكتب رواية»، بين 8 و 12 كانون الأول (ديسمبر)، تخصصها، بالتعاون مع هيئة الثقافة والآثار في البحرين، لأصحاب المشاريع الروائية بغية مساعدتهم على إنجازها في شكل لائق يؤمّن لهم انطلاقة موفقة في عالم الكتابة الروائية. وهي تهدف إلى مساعدتهم على المباشرة بكتابة مشاريعهم من خلال الخوض في أصول السرد ومنحهم التوجيهات الضرورية لتطوير أفكارهم وإنجازها. علماً أنّ المهلة الأخيرة لاستلام طلبات الترشيح في 30 من الشهر الجاري. وعن أهمية وجود محترفات تأخذ بيد الكتّاب الشباب وسط استسهال كبير في الكتابة والنشر، ترى صاحبة «لغة السرّ» أنّ الواقع الثقافي العربي يشهد اليوم حالاً من الفوضى التي تحتاج تنظيماً، لذا فإن وجود مثل هذه الورش أساسي للتأكيد أن الكتابة فن له قواعده وأصوله. إضافة إلى كون المحترف يحيط المواهب ببيئة داعمة تساعد على إنجاز المشاريع خلال مدة معينة. وتعتقد أنّ محترفها، الذي انطلق خلال برنامج «بيروت عاصمة ثقافية» عام 2009، وأقام حتى الآن 4 دورات إلى جانب ورش مكثفة عديدة، حقّق مبتغاه في صنع كتّاب حقيقين عبر إصدار 23 رواية. واللافت أنّ بعض هذه الأعمال نال جوائز مهمة، فيما حصد بعضها الآخر احتفاءً نقدياً ملحوظاً، ومنها رواية «جارية» لمنيرة سوار التي فازت عنها بجائزة «كتارا» وتمّ وضع اسمها إلى جانب كبار الروائيين العرب، ورواية «التي تعدّ السلالم» لهدى حمد التي باتت من الأصوات النسائية المعروفة في الرواية الخليجية، ورواية «حارس الشمس» لإيمان اليوسف التي فازت بجائزة الإمارات للأدب، و «مقهى سيليني» لأسماء الشيخ التي فازت بجائزة المحترف، وغيرها. ويمكن الراغبين في المشاركة التواصل مع الكاتبة وصاحبة المحترف نجوى بركات على صفحتها الفايسبوكية Mohtarafat Najwa Barakat.