تكدست أعداد كبيرة من المسافرين في مطار الملك خالد بالرياض أمس نتيجة تأخر عدد من الرحلات التابعة للخطوط السعودية. وتأجلت الرحلات لساعات طويلة ما أدى إلى فوضى بسبب نفاد صبر المسافرين الذين تعطلت مصالحهم، ومواعيد أعمالهم، و بينهم الكثير من كبار السن و الأطفال، وكان التأخير الأطول لرحلة جازان رقم 1779، والتي كان مقرراً لها أن تقلع في الرابعة و 55 دقيقة من فجر يوم أمس ، وحين اتجه الركاب إلى بوابة السفر 36 المثبتة على بطاقات صعود الطائرة، قيل لهم بأنَّ البوابة قد تغيرت إلى 32، و لم يسمعوا أي إعلان عن تغيير البوابة، كما أنه لم يوجد شيء مكتوب «يخص رحلة جازان على شاشات المطار المتعددة» كما يصف بعض المسافرين.واصطفت مجموعات من الركاب أمام البوابة الجديدة تأهباً لوقت صعود الطائرة ، فيما جاء الإعلان قبل ربع ساعة فقط من موعد الإقلاع المفترض و لكنهم تفاجؤوا بإعلان المذيع الداخلي أنَّ الرحلة تأخرت إلى التاسعة والنصف صباحاً . وثارت أعصاب الركاب وهرعوا إلى موظفي الخطوط السعودية خلف الكاونترات للسؤال والاستفسار، ولم يجدوا جواباً غير اقتراح بأن يتجهوا لسؤال المشرف المناوب في الصالة الخارجية للمطار، و توجه الركاب إلى مكتب المدير المناوب الذي كان خالياً إلا من موظفين شابين لم يكن لديهما أدنى معلومة عمَّا يجري في صالات المطار وبواباته ، وما كان من أحدهما الذي وجد نفسه فجأة في مواجهة غضب الركاب إلا أن أجرى مكالمة من هاتفه النقال على زميل آخر له، ليتوجه بعد ذلك بالحديث إلى الركاب ويفيدهم بأن الكابتن قائد الرحلة المفترض قد تعرض لإرهاق جراء رحلة سابقة، وقد خلد إلى النوم ولا يستطيع أن يؤدي مهمته في قيادة هذه الرحلة، ما أثار حفيظة الركاب المجتمعين في المكتب والذين تساءلوا عن إيجاد طيار بديل يقود رحلتهم. وقال أحد المسافرين المهندس غانم الغانم إنَّ ما حصل اليوم في مطار الرياض إنما هو امتداد لمسلسل التأخير، ويتساءل المهندس الغانم قائلاً» إلى متى سيستمر هذا السيناريو يا ترى ؟» ، أما الراكب أحمد أبو زولة، فله معاناة مختلفة تماماً مع هذه الرحلة، حيث إنَّ جدته قد توفيت في مستشفى الملك فيصل التخصصي مساء الأحد، وقد أحضرها إلى المطار في تابوت لنقلها ، أما عبد الرحمن الذروي فيرى أنَّ ما حصل يمثل استخفافاً بالمواطن وبالإنسان قبل ذلك، فلا تعويضات مادية ولا معنوية عن مثل هذه الأضرار التي تتسبب فيها رحلات الخطوط السعودية التي تتأخر عن مواعيدها بشكل غير مهني، أما المحامي عسير القرني الذي تسبب تأخير الرحلة في فوات جلسته في المحكمة بجازان، قال إنَّ هذه الممارسات لا بد أن تتحمل مسؤوليتها الخطوط الناقلة، وتقوم بتعويض الركاب المتضررين جراءها مادياً ومعنوياً.