اختلف المشاركون في ندوة المهرجان الوطني للتراث والثقافة وعنوانها: «الغرب والإسلام.. فوبيا»، التي أقيمت مساء أمس في قاعة مكارم، حول توصيف «فوبيا»، التي رُبطت بالإسلام حين النظر إليه من الغرب، معتبرين أنه مبالغ فيها في ما أكد البعض أن الحوار مع الغرب هو الوسيلة المهمة التي يمكن من خلالها أن نصحح المفاهيم المشوهة في أذهان العالم الغربي، مشيرين إلى أن الإعلام الغربي المتطرف بقيادة اللوبي الصهيوني، أسهم في تأجيج الوضع وخلق الفتن بين الطرفين. وقال الدكتور أنور صديقي من باكستان أن هناك سوء فهم لصورة الإسلام، «ولا بد من أن تصحح وأن نستغل الفرص في نشر تصحيح النظرة القاتمة والمسيئة في الإعلام الغربي، من خلال الحوار الذي يعتبر الوسيلة المهمة التي تستطيع من خلالها أن نتفاهم مع القوى الغربية»، مشيراً إلى أن الإعلام الغربي «أزاح المعتدلين وقام بجلب المتطرفين الذين قاموا بزرع الكراهية في نفوس الكثيرين، الذين لا يعلمون الصورة الحقيقية لحضارة الإسلام وأفكاره». وأضاف: «أن أي حضارة لها حقوقها ومعتقداتها التي لا بد من أن تحترم، لتشجيع التسامح بين الطرفين». فيما أكد العراقي الدكتور رشيد الخيون اختلافه مع إطلاق مصطلح أو مفردة «الفوبيا»، مشيراً إلى أنها شديدة الوقع «فيغلب على الظن أنه مبالغ في شعور الغرب تجاه الإسلام، إلى درجة يجوز توصيف الحالة بالإسلام فوبيا، فملايين من المسلمين يعيشون ويعملون في الغرب، ومؤسساتهم الدينية والمدنية مجاورة لسكنى الغربيين، وهم يستفيدون من القوانين الاجتماعية الأوروبية، وهم لم يتأثروا بعد الضربات التي جرت في لندن»، لافتاً إلى أن التوصيف فيه مبالغة «من المثقفين الغربيين ومثقفينا أيضاً». وأوضح أن المجتمعات الأوروبية في الغالب، أخذت تميزاً بين الإسلام والإرهاب، «هذا ما نسمعه في خطابات المسؤولين، وما نقرأه في كتب المثقفين، وربما خوفهم لا يتعدى خوفنا من التعصب والقتل باسم الدين، فقصة العشاء هذا المساء في الجنة، هو حلم للانتحاري المقبل على الموت، وهو رعب للسامع المخاطب»، موضحاً أن الحال وصلت بالعراق إلى الهلع «عند مشاهدة ملتح يرتدي الثياب القصيرة داخل السوق، بل إن الصلاة أخذت تؤدى تحت وطأة الرعب والفزع بمناطق العراق الغربية». وأضاف الخيون أن صلاة البابا في قبلة المسلمين عند زيارته لتركيا «اعتراف في الديانة الإسلامية واعتذار عن الحروب الصليبية التي شنتها في الماضي، كما أن ذهاب خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الفاتيكان يعتبر دليلاً صادقاً وملموساً على حرص هذا القائد على خلق الحوار والتسامح مع الآخر ونبذ جميع أشكال التطرف». وأوضح المصري الدكتور سعيد اللاوندي أن المسقبل المنظور لمسلمي أوروبا، «لن يكون في اعتقادي وردياً لأن اللوبي اليهودي يظل لهم بالمرصاد، وليس القلق الذي عبرت عنه إسرائيل أخيراً من سيطرة الإسلام على أوروبا وزيادة عدد المسلمين وارتباطهم بالمنظمات الإرهابية، إلا أحد أشكال هذه الحرب الخفية التي تقودها «الدياسبورا» اليهودية في أوروبا»، مشدداَ على أن ليس بوسع أحد إنكار أن هناك اتجاهاً سياسياً وفكرياً في أوروبا وأميركا «يسعى إلى «أبلسة» الجاليات العربية والإسلامية وتصويرها على أنها سرطان ينخر في عظام المجتمعات الغربية، ويجزم بأن عشرات من الجمعيات والمنظمات الإسلامية في أوروبا شربت حتى الثمالة من أيديولوجية الإخوان المسلمين، ومن ثم فإن خطابها الديني، بخاصة في المساجد يعتبر قنبلة موقوتة سوف تنفجر حتماً في الجسد الأوروبي». وأكد أن ليس خافياً على أحد أن ظاهرة «الاسلاموفوبيا» لم تعد تخطئها العين في أرجاء القارة العجوز، فكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أسلمة أوروبا، استناداً إلى إحصاءات موثقة تؤكد أن نسبة الحديث30 في المئة من الأوروبيين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، ينحدرون من أصول عربية وإسلامية، بل إن كلمة الشباب في دولة مثل فرنسا لم تعد تعني غير الشباب المسلم، وهو ما جعل الهواجس باتت تملأ الرؤوس، وأصبحت مادة مثيرة تلوكها وسائل الميديا من دون كلل وملل، والنتيجة الطبيعة ازدادت الفجوة اتساعاً بين سكان أوروبا الأصليين والجاليات العربية والإسلامية»، مضيفاً أن الوجود العربي والإسلامي في أوروبا «بات مهدداً، أن لم يكن بالطرد والإقصاء فسيكون بالتحجيم والتهميش». وذكر الدكتور مفرح القوسي (السعودية) أن أحداث 11 من سبتمبر أسهمت في هز العلاقة بصورة كبيرة بين المشرق والمغرب، وأن الإعلام الغربي استغللها «في بث سمومهم، وبخاصة أن الذي يسيطر عليها هو اللوبي اليهودي، الذي استطاع خلق صورة ذهنية لدى المشاهد الغربي، ومضمونها أن جميع المسلمين متطرفون، مشيراً إلى أن الحوار والتعايش «يعتبر النبراس الحقيقي الذي لا بد من اتباعها، إذا أردنا تصحيح المفاهيم الإسلامية».