استبشر المتخصصون في علم الأرصاد بتوقعات هطول الأمطار في السعودية خلال الأسبوع الجاري، وأطلقوا لقب «بشرى» على أول حالة مطرية في فصل الخريف الحالي، ولكن «بشرى» جدة كانت مختلفة، إذ أعادت إلى سكانها مأساتهم مع المطر والكوارث التي حلت بهم في عامي 2009 و2011، إذ تسبب المطر في إعلان حال الطوارئ بجميع الأجهزة والمرافق في جدة. حولت أمطار صباح أمس (الثلثاء) الشوارع الرئيسة في جدة إلى مجرى سيول، وأغلفت الطرق التي امتلأت بالمياه، وتحولت أنفاق المدينة إلى بحيرات مائية وأغلقت بعد ارتفاع منسوب المياه فيها، وأعلنت الهيئة العامة للأرصاد وحمايه البيئة أن كميات الأمطار، التي هطلت على جدة تراوح ما بين 25 و35 ملم، وحددت كميات الأمطار في حي بني مالك ب24 ملم وحي الرويس ب21 ملم وحي الجرهزة ب16 ملم ومطار الملك عبدالعزيز ب16 ملم، في الوقت الذي أكد مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور منصور المزروعي أن كمية الأمطار التي هطلت حتى الآن في مرصد جامعة الملك عبدالعزيز هي 56.9 مليمتر. وقال المزروعي ل«الحياة»: «الأمطار غزيرة، وبلغت 56.9 ملم»، مشيراً إلى أن الجامعة، من خلال مركز التميز لأبحاث التغير المناخي، تتابع الحالة المطرية الحالية التي تؤثر في عدد من مناطق المملكة، ومنها محافظة جدة، ويستخدم المركز في متابعاته المناخية أحدث التقنيات والأجهزة، ومنها «سوبر كمبيوتر» (عزيز) الذي قامت الجامعة بتشغيله أخيراً. وأعلن مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة تأخر أربع رحلات مجدولة صباح أمس، إذ صرح المتحدث الرسمي للمطار تركى الذيب إلى «الحياة» بأن سبب تأخر الرحلات الأربع هو تأخر وصول بعض المسافرين وقادة طائرات إلى المطار، بسبب إغلاق بعض الطرق، موضحاً أن الصواعق المصاحبة للأمطار أصابت جزءاً من الأجهزة الهوائية في مبنى الأرصاد التابع للمطار. وأشار الذيب إلى أن عمل مركز الأرصاد ما زال مستمراً في استقبال وإرسال التقارير المناخية، من دون خلل، عبر أجهزة بديلة، حتى إصلاح العطل. بدوره، أشار المتحدث الرسمي باسم الشؤون الصحية في جدة عبدالله الغامدي إلى وجود بعض الأضرار والتسريبات داخل مبنى المديرية في مواقع محددة، مؤكداً التعامل مع الأضرار وإصلاحها. إلى ذلك، تابع الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة الحالة الجوية التي تعرضت لها بعض محافظات المنطقة وصاحبها هطول أمطار أمس راوحت ما بين متوسطة وغزيرة، إذ عملت فرق الدفاع المدني خلالها على تنفيذ خطة الأمطار، ومنها تفعيل غرف التنسيق بالإدارة العامة للدفاع المدني للجهات ذات العلاقة بكل المحافظات، التي تعرضت للحالة الجوية. وكان فجر أمس بداية هطول الأمطار من محافظة رابغ باتجاه الجنوب مروراً بمركز ثول، وصولاً إلى محافظة جدة، وورد إلى الدفاع المدني 1425 بلاغاً، تباينت بين حالات احتجاز وتماس كهربائي، وحالات فردية، باشر الدفاع المدني منها 250 بلاغ تماس كهربائي، وعمليات إنقاذ 400 حالة احتجاز داخل مركبات ومنازل، كان منها أربعة اشخاص بوادي الأبواء تم إخراجهم من طريق الفرق. كما تم انقاذ شخصين بوادي تمايا، ووردت الدفاع المدني خمس حالات من صعق كهربائي باشرته وتسلمته الجهات ذات الاختصاص، منها حالتا وفاة؛ إحداها لطفل، وثلاث حالات مستقرة. وسالت على إثر تلك الأمطار أودية الأبواء ووادي هزاز ولبثة ووادي كلية ووادي تمايا ووادي حجر. وأكد الدفاع المدني أنه يتابع هطول الأمطار في تجمعات مائية سواء في المدن أم ضواحيها، وببطون الأودية، وجميعها تشكل خطورة، وبخاصة على الأطفال، وأهاب بالمواطنين والمقيمين أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن كل ما يشكل خطورة، متمنين للجميع السلامة.