أذعن رئيس زيمبابوي روبرت موغابي لضغوط متصاعدة، واستقال أمس من منصبه، بعد ساعات على بدء البرلمان تدابير لعزله، بدعم من الحزب الحاكم والمعارضة. وبذلك ينهي موغابي (93 سنة) الذي كان أقدم حاكم في العالم، حكماً دام 37 عاماً، إذ لم تعرف زيمبابوي رئيساً غيره، منذ استقلالها عام 1980. وبعدما كان بطل تحرير البلاد من الاستعمار البريطاني، تحوّل طاغية يبطش بمعارضيه، في بلد تبلغ فيه نسبة البطالة 90 في المئة. كما اتهمه معارضوه بالتمهيد لأن تخلفه زوجته غريس، لا سيّما بعد إقصائه نائب الرئيس إمرسون منانغاغوا قبل أسبوعين، وفراره من زيمبابوي، ما دفع قائد الجيش الجنرال كونستانتينو شيوينغا إلى تنفيذ «انقلاب أبيض» قبل أسبوع. وأعلن رئيس البرلمان جاكوب موديندا أمام النواب استقالة موغابي، في اختتام جلسة طارئة ناقشت عزل الرئيس. وتلا رسالة وجّهها موغابي، ورد فيها: «أنا روبرت موغابي أسلّم رسمياً استقالتي رئيساً لجمهورية زيمبابوي مع مفعول فوري. قراري الاستقالة طوعي، وينبثق من اهتمامي برفاهية شعب زيمبابوي ورغبتي في ضمان انتقال سلمي للسلطة من دون مشكلات وعنف». وأعلن قيادي في الحزب الحاكم أن منانغاغوا، الملقب ب «التمساح»، سيخلف موغابي في غضون 48 ساعة، فيما شهدت العاصمة هراري احتفالات صاخبة باستقالة الرئيس. وكان المدعي العام وخمسة وزراء فقط شاركوا في اجتماع دعا إليه موغابي أمس، فيما فضّل الآخرون، وعددهم 17 وزيراً، حضور اجتماع للتخطيط لعزله. ودعا منانغاغوا الرئيس إلى الاستجابة ل «الرغبة الكبرى للشعب في التغيير» والاستقالة «حماية لإرثه»، فيما أعلن شيوينغا موافقة موغابي على «خريطة طريق» للخروج من الأزمة. واعتبرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن «استقالة موغابي تمنح زيمبابوي فرصة لصنع طريق جديد متحرّر من القمع طبع حكمه».