أظهرت قمة ثلاثية بين مصر وقبرص واليونان في العاصمة القبرصية نيقوسيا أمس اتفاق مواقف الدول الثلاث حول قضايا المنطقة وعدد من الملفات الإقليمية والدولية، في وقت تعهد القادة الثلاثة «تعزيز جهود مكافحة الإرهاب والعمل على إعادة الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط». وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس القبرصي كوس أنستسيادس ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس عقب القمة، بذل الدول الثلاث «كافة الجهود في محاولة إعادة الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط، والتصدي بكل حزم للمشكلات التي تعاني منها تلك المنطقة»، مشيراً إلى القضيتين «القبرصية والفلسطينية» باعتبارهما «ذات أولوية» عند الدول الثلاث، ما ترجم خلال المحادثات الثلاثية. وتناول السيسي الأزمتين الليبية والسورية قائلاً: «تظهر أزمات مثل ليبيا وسورية، وعدد من الأزمات الأخرى، كتحدٍ لنا للحفاظ على المبادئ الثابتة للقانون الدولي من جهة، ومساندة تلك الدول وشعوبها لتخطي الأزمات الراهنة والأخطار التي تتعرض لها من جهة أخرى». وتعهد السيسي بمواصلة الجهود المشتركة لمواجهة الإرهاب، مشيراً إلى «خطر الإرهاب الكبير الذي يهدد شعوب المنطقة بل والإنسانية كلها، الأمر الذي يستدعي تكاتف جميع الدول وتسخير إمكاناتها للتصدي له»، قائلاً: «إن توفير حياة آمنة لمواطنينا هو أبسط حقوق الإنسان، فضلاً عن أهمية مجابهة الفكر المتطرف بمختلف أنواعه». وأضاف: «واصلنا بحث أفضل سبل التصدي لأزمة الهجرة غير الشرعية، التي نتجت من الأوضاع التي تتعرض لها منطقة شرق المتوسط، عبر مدخل شامل ومتكامل يعالج جذور تلك الأزمة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب التصدي لمظاهرها من الناحية الأمنية». من جانبه، أكد الرئيس القبرصي عمق علاقات الشراكة مع مصر، ووصفها ب «الشريك الاستراتيجي في مجالات عدة». ولفت انستسيادس، خلال المؤتمر الصحافي المشترك، إلى «إصرار تركيا على وضع عراقيل في طريق حل الأزمة القبرصية»، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية تحقيق «السيادة السورية». وكانت القمة الثلاثية بدأت بجلسة محادثات بين الرئيس المصري ونظيره القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، تلتها جلسة محادثات موسعة بحضور وفود الدول الثلاث. وبعد المحادثات تم توقيع مذكرة تفاهم في المجال السياحي. وقال الناطق باسم الرئاسة السفير بسام راضي إن المحادثات المشتركة أشادت ب «آلية التعاون الثلاثي وما تعكسه دورية اجتماعاتها من قوة العلاقات بين الدول الثلاث»، مع تأكيد الحرص على «مواصلة تعزيز أطر التعاون القائمة وتوسيعها لتشمل مجالات جديدة». واتفقت الدول الثلاث على «مواصلة التشاور والتنسيق إزاء مُجمل تلك التطورات»، مؤكدة «التزامها بالعمل المشترك للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، وتعزيز جهود مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، والتصدي للخطر الذي يمثله على مقدرات شعوب المنطقة والعالم». وجاءت القمة الخامسة بين مصر وقبرص واليونان في «توقيت دقيق»، بحسب وصف الناطق الرئاسي المصري، وفي ظل «التطورات المتلاحقة والمتشابكة التي تمر بها منطقتا الشرق الأوسط وشرق المتوسط». وكان السيسي عقد جلسة محادثات ثنائية مع رئيس الوزراء اليوناني على هامش القمة، أشادا فيها «بمستوى العلاقات الثنائية بين مصر واليونان، خصوصاً منذ إطلاق آلية التعاون الثلاثي». ونوه السيسي إلى إعلان عام 2018 المقبل عاماً للصداقة المصرية– اليونانية. وأشار بيان رئاسي إلى تناول اللقاء مستجدات الأوضاع في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط، وسبل التصدي للإرهاب وجهود تسوية الأزمات القائمة بالمنطقة، حيث توافقت وجهات نظر الدولتين حول الموضوعات المطروحة. وأكد السيسي استمرار الجهود المصرية للدفع نحو التوصل لحلول سياسية للأزمات في المنطقة، في إطار موقف مصر الثابت بدعم سيادة الدول على أراضيها وترسيخ مؤسساتها الوطنية لتكون قادرة على ملء الفراغ الذي ينتشر فيه الإرهاب.