أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دعم بلاده جهود جمهورية قبرص لتوحيد الجزيرة وفقاً لقرارات الأممالمتحدة، في إطار نظام فيديرالي يجمع شطري الجزيرة في سلام من دون أي تدخل خارجي. وشدد السيسي، خلال زيارة بدأها أمس للمشاركة في القمة الثلاثية الخامسة بين «مصر وقبرص واليونان» تعقد اليوم، دعم مصر استغلال قبرص حقوقها الشرعية في ثرواتها الطبيعية داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة، وفقاً للقانون الدولي للبحار واتفاقات تعيين الحدود التي وقعتها قبرص مع دول الجوار ومن بينها مصر. وأشاد السيسي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره القبرصي نيكوس أنستاسياديس، ب «التطورات المهمة التي تشهدها علاقات التعاون العسكري بين مصر وقبرص، ومن بينها التوقيع على أول اتفاق للتعاون العسكري بين البلدين في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، والذي أعقبته مجموعة من الزيارات المتبادلة بين وزراء الدفاع والقيادات العسكرية، وفقاً لبرنامج التعاون العسكري السنوي بين البلدين»، مؤكداً سعي مصر الى تعزيز التعاون المشترك مع قبرص على كل الصعد. ونفذت مصر مناورات عسكرية عدة مع قبرص واليونان في الشهور الماضية آخرها مطلع الشهر الجاري بمناورات بحرية مشتركة بين مصر واليونان في مياه البحر المتوسط. ولفت السيسي إلى الموقعين الاستراتيجيين لمصر وقبرص، واللذين يؤهلهما ل «القيام بدور مهم وحيوي في سياسات الطاقة في المنطقة»، مشيراً إلى «الآفاق الواعدة للتعاون في مجال الطاقة، باعتباره أحد أهم المجالات التي يجب العمل على تنميتها بين البلدين»، لافتاً إلى أن «اكتشافات الطاقة في منطقة شرق المتوسط يمكن أن تكون عاملاً مهماً لتحقيق الاستقرار والسلام، بما يعود بالنفع على دول المنطقة وشعوبها». وشدد السيسي على استمرار التنسيق والتعاون مع قبرص في إطار مواجهة الإرهاب، قائلاً إن حال عدم الاستقرار الذي تشهده دول عدة في المنطقة ساهم في توفير أرض خصبة لتنامي التيارات المتشددة وتزايد أنشطة الجماعات الإرهابية، متعهداً بمزيد من التعاون مع دولة قبرص لمواجهته. وأشاد الرئيس المصري بالمواقف القبرصية «الداعمة التطورات المهمة التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، والمساندة التحولات الاقتصادية في مصر وخطط الحكومة للإصلاح الاقتصادي»، معتبراً أن «تلك المواقف تعكس تفهماً لطبيعة الأوضاع في مصر، وتنم عن علاقات صداقة نعتز بها ونقدرها». وأكد الرئيس القبرصي، خلال المؤتمر الصحافي، عمق العلاقات المصرية – القبرصة التي «لا تقتصر فقط على الجوار الجغرافي وإنما تمتد عبر التاريخ». ووضع عقد القمة الثلاثية الخامسة بين دولته واليونان ومصر في خانة «الإصرار على تعزيز التعاون وتعميقه بين البلدان الثلاثة». وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي إن الرئيسين المصري والقبرصي عقدا جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين. وأشاد الرئيسان خلال المحادثات «بعمق العلاقات التاريخية بين مصر وقبرص، والمستوى المتميز من التنسيق السياسي بين الدولتين حول كل القضايا ذات الاهتمام المشترك». كما تناولت المحادثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة، بخاصة في مجالات الطاقة. وأشاد الرئيسان كذلك بانعقاد منتدى رجال الأعمال المصري- القبرصي على هامش الزيارة، وأكدا أهمية تفعيل أطر التعاون الاقتصادي بين الجانبين، وتطوير مجالات جديدة لتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، سواء في الإطار الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي التي تجمع بين مصر وقبرص واليونان. واستُقبل الرئيس المصري في القصر الجمهوري بالعاصمة القبرصيةنيقوسيا، بمراسم رسمية. وتبادل الرئيسان المصري والقبرصي قلادات رفيعة تعبيراً عن عمق العلاقات الثنائية، إذ قدم الرئيس القبرصي إلى السيسي قلادة «مكاريوس الثالث» وهي أعلى قلادة تمنحها قبرص، ثم منح السيسي أنستسيادس «قلادة النيل».