واصل الجيش المصري حملاته ضد العناصر التكفيرية في محافظة شمال سيناء، وتمكن من قتل أربعة تكفيريين وضبط كميات من المواد المتفجرة، في وقت يشهد مثلث جنوبي الشيخ زويد ورفح والعريش، والذي عُد مركزاً رئيساً لنشاط عناصر تكفيرية، حالة من الهدوء الحذر بعدما طوقت قوات الجيش والشرطة العناصر الإرهابية فيها. وقال الناطق باسم الجيش العقيد أركان حرب تامر الرفاعي في بيان أمس، إن قوات الجيش الثاني الميداني نفذت عدة حملات دهم على مدار الأيام الماضية، وتمكنت من قتل 4 عناصر تكفيرية شديدة الخطورة، واكتشاف وتدمير بؤر عدة ضمت كميات كبيرة من العبوات الناسفة والمواد المتفجرة واحتياجات إدارية خاصة بالعناصر التكفيرية. وأشار الرفاعي إلى ضبط سيارة نقل مخبأ فيها نحو 25 ألف طلقة ذخيرة، وبعض المواد المستخدمة في صنع عبوات ناسفة على أحد المعابر المؤدية إلى شمال سيناء. ونفذت قوات الجيش عدة عمليات استباقية خلال الشهر الماضي تمكنت فيها من قتل عدد من العناصر الإرهابية وتوقيف آخرين في شمال ووسط سيناء ومنع وصول مواد متفجرة ومؤن إليهم. وكان الجيش أحبط آخر عملية نفذها تكفيريون شمال سيناء ضد قواته في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، باستهداف مكامن أمنية في منطقة كرم القواديس بين مدينتي الشيخ زويد والعريش. وتتواصل حال الاستنفار الأمني بنشر مكامن ثابتة ومتحركة على جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى شمال ووسط سيناء. في غضون ذلك، تواصلت التدريبات العسكرية المشتركة بين مصر والأردن «العقبة 3 « التي تتم في مصر بين وحدات من الصاعقة والمظلات من الجانبين، مدعومة بعناصر من التشكيلات البرية إلى جانب وحدات خاصة من البحرية. ونشر المتحدث باسم الجيش المصري مقطع فيديو للتدريبات، مشيراً إلى أن التدريبات التمهيدية تضمنت الرمايات والبيانات العملية وأساليب المهارة في الميدان والتكتيكات التي يتم استخدامها بواسطة القوات الخاصة، إضافة إلى تنفيذ عدد من القفزات التدريبية لصقل مهارات العناصر المشاركة بهدف توحيد المفاهيم العسكرية وتبادل الخبرات التدريبية بين الجانبين على أعمال الاقتحام الجوي والقتال في المدن وتحرير الرهائن والمحتجزين، وفرض عدد من المواقف التي تهدف إلى قياس قدرة العناصر المشاركة على العمل واتخاذ القرارات المناسبة. وتقوم مرحلة التدريبات الرئيسة على «تنفيذ أعمال قتال غير نمطية باستخدام الإسقاط والإنزال الجوي للوحدات الخاصة والإبرار البحري للقوات البرية على ساحل جزيرة ذات أهمية حيوية وتطهيرها من العناصر الإرهابية المسلحة واستعادة السيطرة على الجزيرة وتأمينها». ويأتي «العقبة 3» ضمن سلسلة من التدريبات المشتركة التي تنفذها قوات الجيش لتبادل الخبرات العسكرية مع دول عدة. من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة أمس، إخلاء سبيل القيادي في جماعة «الإخوان المسلمين»، المصنفة إرهابية في مصر، محمد علي بشر و5 آخرين لمدة 45 يوماً على ذمة التحقيقات التي تجري معهم بمعرفة نيابة أمن الدولة العليا، وبتدابير احترازية بديلاً عن حبسهم احتياطياً، على أن يمثلوا بعد تلك المدة أمام المحكمة لتجديد إطلاقهم أو تقرر حبسهم مجدداً على ذمة القضية. وأمرت المحكمة المتهمين بتسليم أنفسهم إلى قسم الشرطة التابع لمحل إقامة كل منهم، مرتين أسبوعياً، ولمدة 3 ساعات. وجاء قرار المحكمة بإخلاء سبيل المتهمين على ذمة التحقيقات التي تباشرها النيابة العامة، في ضوء انتهاء مدة الحبس الاحتياطي المقررة قانوناً في حقهم، حيث كانت نيابة أمن الدولة العليا قد سبق وقررت حبس محمد علي بشر احتياطياً منذ شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2014. وعملياً، من غير المتوقع إطلاق بشر الموقوف على ذمة قضايا أخرى، إحداها تنظر أمام القضاء العسكري، كما أنه محبوس على ذمة قضية التنظيم الإرهابي (حسم)، إحدى الأذرع المسلحة المرجح انبثاقها عن جماعة الإخوان، ضمن 304 متهمين، وذلك في اتهامهم بارتكاب 14 عملية إرهابية كبرى منها «محاولة اغتيال النائب العام المساعد السابق المستشار زكريا عبدالعزيز عثمان، ومفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة، ورئيس محكمة استئناف القاهرة المستشار أحمد أبوالفتوح، وتنفيذ عملية اغتيال اللواء في الجيش عادل رجائي في تشرين الأول من العام الماضي». وبشر هو أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان وعضو مكتب إرشادها، وقد أوقف في تشرين الثاني من عام 2014، بعد نحو عام من توقيف غالبية قيادات الصف الأول في الجماعة. وبرز بشر في تلك الفترة كمحاور عن الجماعة في جهود وساطة قادها ديبلوماسيون ومبعثون دوليون إبان عزل الرئيس السابق محمد مرسي من بينهم السفيرة الأميركية في القاهرة آنذاك آن باترسون، ومساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز. وكانت محكمة جنايات القاهري قررت أول من أمس استمرار إخلاء سبيل القيادي الجهادي محمد الظواهري والمتهم بإنشاء خلية إرهابية، مع اتخاذ التدابير الاحترازية، وذلك في اتهامه ب «الانضمام إلى جماعة إرهابية تستهدف مؤسسات الدولة ورجال الجيش والشرطة والقيام بأعمال تخريب في البلاد».