على هامش الاجتماع السنوي المشترك للهيئات والمؤسسات المالية العربية الذي استضافته دمشق أخيراً، أكّد الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العسّاف وزير المالية السعودي اهتمام القطاعين العام والخاص السعوديين بالاستثمار في سوق الاتصالات في سورية. وأوضح أن حكومة بلاده تملك قرابة 70 في المئة من شركة «الاتصالات السعودية» التي تشغل أكثر من 100 مليون خط خليوي عالمياً. والمعلوم أن وزارة الاتصالات السورية أعلنت أخيراً أنها ستعلن عن الشركة التي ستكون المشغل الثالث للخليوي في سورية، خلال الأسبوع الأخير من شهر نيسان (أبريل) الجاري. وأوضح الدكتور محمد الجلالي معاون وزير الاتصالات والتقنية السوري، أنّ ثلاث شركات انسحبت من عروض المشغّل الثالث للخليوي. واستمرت شركتا «السعودية للاتصالات» و «كيوتل» (قطر) بعرضيهما، فيما انسحبت شركات «فرانس تليكوم» (فرنسا) و «اتصالات» (الإمارات) و «تورك سيل» (تركيا). وبيّن الجلالي الأسباب التي دفعت هذه الشركات إلى الانسحاب، وهي عدم توافر موجات الخليوي بتردّد 900 ميغاهيرتز في سورية, وارتفاع نسبة تقاسم الإيرادات (25 في المئة) التي تأخذها الحكومة السورية. وأردف الجلالي أن الوزارة ترى هذه النسبة منطقية وتخدم هدف الحفاظ على مورد ثابت في الفترة المقبلة. وشَكَت الشركات المنسحبة من الملكية الحصرية للمؤسسة العامة للاتصالات في البنية التحتية والبوابة الإلكترونية الدولية لسورية، وهو ما تضمّنه قانون الاتصالات الذي يؤكد حصرية المؤسسة العامة في هذه الخدمة لمدة 7 سنوات. الرخصة الأغلى مرشحة للفوز أشار مسؤول في وزارة الاتصالات السورية إلى أن «كيوتل» و«السعودية للاتصالات» هما من الشركات الكبيرة التي تمتلك قاعدة عريضة من المشتركين في عدد من الدول، موضحاً أن الأسبوع الأخير من نيسان سيشهد الإجراء الأخير في هذه المنافسة، وبعدها يعلن عن الشركة الفائزة في المشغل الثالث، مع الإشارة إلى أن الفوز سيذهب إلى من يقدم السعر الأعلى للرخصة. يذكر أن «تورك سل»، وهي أكبر شركة لخدمات الخليوي في تركيا، صرحت بأنها قرّرت ألا تتقدم بعرض للحصول على رخصة لتشغيل الخليوي في سورية. ولم تضف هذه الشركة معلومات أكثر عن قرارها، لكنه جاء بعد يوم من قرار مماثل لشركة «اتصالات» الإماراتية. ويُذكر أيضاً أن «اتصالات الإمارات» التي تعتبر من أكبر شركات الخليوي في الشرق الأوسط، هي من خمس شركات تهيّأت للدخول في المنافسة على الترخيص، لكنها أعلنت عن خيبة أملها من شروط العقد، من دون الخوض في التفاصيل. في الإطار عينه، دخلت شركة «زين» بمفاوضات للعمل في سورية في نهاية عام 2008. يذكر أن شركتي الخليوي السوريتين «سيرياتل» و «أم تي أن» تنفردان بالسوق السورية للاتصالات الخليوية منذ أكثر من عشر سنوات. وأخيراً، «أهدت» الشركتان المشتركين السوريين 60 دقيقة محلية خليوية مجانية (بقيمة 240 ليرة، ما يساوي 5 دولارات) لكل مشترك كانت صالحة في الفترة من 2 إلى 6 الشهر الجاري. وتسبّب هذا الأمر في ضغط كبير على شبكة الخليوي. ولذا، عدّلت المؤسسة العامة للاتصالات وشركتا الخليوي المذكورتان «الهدية» لتصبح عشر دقائق مجانية لكل مشترك تستخدم خلال الأسبوع الأول من كل شهر، ولفترة ستة أشهر تبدأ في الأول أيار (مايو) المقبل.