وصلت عائلات النساء ال15 اللواتي توفين في حادثة تدافع أثناء توزيع مساعدة غذائية في بلدة نائية في المغرب بعيون دامعة أمس، إلى مشرحة مستشفى الصويرة (جنوب غرب) للتعرف إلى جثامين أقاربهن التي بدت عليها آثار تورمات. وأفاد الطبيب الشرعي بأن الجثث «بحالة مزرية»، بينما قال أحد الحاضرين: «تعرفت بصعوبة إلى والدتي». وكانت نسوة ريفيات من أعمار مختلفة تجمعن صباح أول من أمس، في ساحة سوق بلدة سيدي بولعلام الريفية الفقيرة الواقعة على بعد نحو 60 كيلومتراً شمال شرقي مدينة الصويرة للاستفادة من عملية توزيع كميات من الطحين والزيت والسكر ينظمها سنوياً أحد أعيان المنطقة. لكن 15 امرأة قضين دهساً وأُصيبت 10 أخريات بجروح في عملية تدافع حصلت أثناء توزيع المساعدة، في ما وصفته بعض وسائل الإعلام المغربية ب «مأساة الفقر». وفتح تحقيقان قضائي وإداري لتحديد ملابسات الحادث. وقالت إحدى الناجيات: «إذا وقعت الكل يمشي على جسدك». وأضافت من على سريرها في المستشفى: «كان الجميع يصرخ طلباً للمساعدة». ولم تفلح رائحة البخور في مشرحة الصويرة في الحدّ من الروائح المنبعثة من الجثث التي وضِعت في أغطية. ووصلت أسر الضحايا للتعرف إلى الجثث قبل الحصول على وثيقة وفاة في حين تنتظر سيارات إسعاف لنقل الجثامين ودفنها في مقابر المنطقة. وقالت حبيبة بعين دامعة: «فقدت شقيقتي الكبرى. كانت تحاول الحصول على زيت وطحين لكن كان هناك الكثير من الناس، وقعت شقيقتي ودُهست تحت الأقدام». وقال شاب يعمل في الدار البيضاء: «وضع الناس هنا صعب ليس هناك زراعة ولا عمل». وأثارت حادثة التدافع موجة استنكار في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي مع تساؤلات عن الفوارق الكبيرة في البلاد التي تسير «بسرعتين مختلفتين». وكتب موقع إخباري أن يوم «19 تشرين الثاني- نوفمبر 2017 سيبقى في تاريخ المغرب باعتباره يوم مأساة لا سابق لها. المسؤول الأخير معروف ويجب أن يُسمى باسمه، إنه الفقر». ونشرت صحف أخرى لائحة أسماء «شهيدات الطحين»، اللواتي تراوحت أعمارهن بين 32 و80 سنة، ومعظمهن أمهات. أما السلطات المحلية اعتبرت أن البؤس لا علاقة له بالحادثة. وقال مصدر في الإدارة المحلية: «البعض جاء من مكان بعيد من أغادير ومراكش للاستفادة من المساعدة. وآخر الواصلين اعتقدوا أنهم لن يحصلوا عليها. وعلاوةً على المحتاجين كان هناك رعايا لا يحتاجون لشيء وأتوا للاستفادة أو حتى بغرض المضاربة لأخذ مساعدة ثم بيعها».