في أول محاكمة من نوعها لرئيس عربي سابق وافراد من عائلته، في ظل حكم وطني ومن دون تدخل خارجي، أمر النائب العام المصري أمس بحبس الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال 15 يوماً على ذمة تحقيقات تجرى معهم في اتهامات ب « قتل المتظاهرين» و»الفساد المالي». وتزامن ذلك مع اعلان «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية عن مصدر في مستشفى شرم الشيخ ان الحالة الصحية للرئيس السابق «غير مستقرة... وأنه يوجد في غرفة عناية مركزة». وسيقضي مبارك فترة الحبس على ذمة التحقيقات في مستشفى شرم الشيخ الدولي حيث يعالج، بينما رحلت النيابة العامة نجليه علاء وجمال إلى سجن المزرعة في طره جنوبالقاهرة. ولن تتوقف الملاحقات القانونية ضد عائلة مبارك عند الاتهامات بالتحريض على قتل المتظاهرين والإضرار بالمال العام واستغلال النفوذ، اذ من المتوقع أن يبدأ «جهاز الكسب غير المشروع» تحقيقات أخرى موازية مع الرئيس السابق ونجليه خلال الأيام المقبلة في قضية اتهامهم بتحقيق ثروات طائلة لا تتناسب مع حجم دخلهم الشرعي. وكان محيط مستشفى شرم الشيخ ومبنى المحكمة شهد احتشاد المئات في تظاهرات طالبت ب «طرد مبارك ونجليه من المنتجع». وعكست ردود الفعل على قرار النائب العام ارتياحا عاما، فأعلن «ائتلاف شباب الثورة» تعليق تظاهرة غد (الجمعة)، وإعادة النظر في قرار تعليق حواره مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهي الخطوة التي تبنتها أيضاً «حركة شباب 6 أبريل» و»الجمعية الوطنية للتغيير» و»جماعة الإخوان المسلمين» وعدد من الأحزاب السياسية. ووصف الإئتلاف قرار حبس مبارك ونجليه، ب «تطور مهم... قد يكون جاء متأخراً ولكن يجب أن نحييه». وفي ميدان التحرير، احتشد المئات الذين رفعوا لافتات تطلب «الاعدام» لرجال النظام السابق وفي مقدمهم مبارك ونجليه ودعوا إلى محاكمتهم في شكل «علني». وتحدث مصدر داخل سجن طرة ل «الحياة» عن تفاصيل الساعات الاولى بعد وصول نجلي الرئيس السابق الى السجن فجر أمس. اذ دخلا أولاً غرفة مأمور السجن الذي أنهى معهما الإجراءات، ثم سلمهما ملابس السجن البيضاء ونقلا الى عنبر في الطابق الثاني يقيم فيه أمين الحزب الوطني في الجيزة الدكتور شريف والي، وسلم كلاهما سريره. وبعد أن أشرق الصباح أتاهما أحد ضباط السجن لينقلهما الى عنبر آخر وحدهما بعدما لاحظت إدارة السجن أن عنبر السجناء الجنائيين في حال هياج احتجاجاً على وجودهما. وجلس جمال وحده بينما خرج علاء بمجرد فتح الأبواب ل «فسحة» الصباح بعدما شاهد رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى المقيم في زنزانة مجاورة متجهاً إلى حيث مكان الإفطار وجلس معه. وكان وزير الإعلام السابق أنس الفقي يتناول إفطاره في زنزانته، فطلب من اثنين من السجناء يتوليان رعايته، مقابل سجائر ومبالغ نقدية، أن يأتيا له بالشاي على أن يزيد كوبين أرسلهما إلى علاء وجمال قائلاً: «الشاي ده لجمال وعلاء بيه». في غضون ذلك، أمر جهاز الكسب غير المشروع بحبس رئيس مجلس الشعب (البرلمان) الدكتور فتحي سرور على ذمة التحقيقات التي تجرى معه بتهمة «الفساد المالي». وبدأ الجهاز أمس تحقيقاته مع سرور في تهم تتعلق بتضخم ثروته واستغلال النفوذ السياسي في تحقيق ثروات لا تتناسب مع مصدر دخله وإقرار الذمة المالية.