صباح اليوم حطت طائرة عسكرية من طراز سي 130 قادمة من شرم الشيخ في مطار ألماظة شرق القاهرة. كانت عيون رجال الأمن الذين احتشدوا في المكان تترقب نزول الرئيس السابق حسني مبارك بعد ليلة عاصفة من الأخبار عن التحقيق معه وإصابته بأزمة قلبية ودخوله مستشفى شرم الشيخ الدولي. كادت القلوب تتوقف بعد أن زادت خفقاتها عندما ظهر علاء وجمال مبارك وفي يد كل منهما الكلابشات. ولوحظت عليهما علامات الذهول وهما يتقدمان نحو سيارة الترحيلات المحاطة بعدد من سيارات الحراسة الأمنية. في الساعة السادسة والنصف صباحاً وصلا إلى سجن مزرعة طرة لتنفيذ قرار النائب العام بحبسهما 15 يوماً على ذمة التحقيق في التهم المنسوبة إليهما. لم يحط بالسجن أي استنفار أمني يشير إلى وصول شخصيات هامة لإبعاد أنظار الفضوليين وللحيلولة دون أن تزفهما سيارات المواطنين، كما فعلت مع أركان النظام الذين سبقوهما إلى سجن المزرعة. استمرت حالة الذهول التي انتابت النجلين وهما يتلقيان التعليمات من اللواء منصور الشناوي مدير الإدارة المركزية لقطاع السجون، ولوحظ أنهما ينفذانها بشكل آلي. فبعد فك القيود وتسجيل اسميهما في كشوف الاستقبال، قاما بتسليم هواتفهما المحمولة والنقود وكل ما يحملانه، ولم يكن مع أي منهما حقيبة خاصة، ما يعني أنهما لم يتوقعا قرار حبسهما وترحيلهما بسرعة من شرم الشيخ. داخل زنزانة انفرادية لكل منهما في العنبر رقم 1، وحملا الرقمين 23 و24. وارتديا ملابس السجن البيضاء وقاما بتسليم بدلتيهما، واستلما أربع بطانيات رمادية ومرتبتين. ولم يشك أي منهما من أن ملابس السجن غير مناسبة للحجم أو الطول كما حدث مع رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد نظيف. في عنبر واحد مع نظام كامل بعد وقت قصير من دخولهما الزنزانة، جاءت لهما وجبة الإفطار الخاصة بسجناء الحبس الاحتياطي فرفضاها، وطلبا فقط زجاجات مياه معدنية من الكافتيريا الخاصة بالسجن. وقالت مصادر إن أقدم السجناء المشاهير هشام طلعت مصطفى المتهم بالتحريض على قتل المطربة سوزان تميم، لم يكن في استقبالهما على غير عادته في استقبال أركان النظام السابق الذين سبقوا علاء وجمال مبارك إلى سجن المزرعة. يجاور علاء وجمال مبارك في عنبر التأديب، زكريا عزمي رئيس ديوان الرئاسة السابق، وصفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني ورئيس مجلس الشورى سابقاً، وأنس الفقي وزير الإعلام السابق، وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وزهير جرانة وزير السياحة السابق، وأحمد المغربي وزير الإسكان السابق. كان حبيب العادلي وزير الداخلية أول من طلب لقاءهما واستمر معهما 10 دقائق، وأعقبه أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني الذي اجتمع بهما 20 دقيقة. ووجود مبارك في مستشفى شرم الشيخ الدولي لا يمنع لحاقه بنجليه في سجن مزرعة طرة حال تحسن صحته، وذلك حسب قانون العقوبات المصري. وكان المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، أصدر فجر الأربعاء قراراً بحبس الرئيس السابق محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم بمعرفة النيابة.