أعلن نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، أحمد معيتيق، فتح تحقيق في التقرير الذي نشرته محطة «سي أن أن» الأميركية الأسبوع الماضي، وعرض ممارسات «عبودية» تحصل قرب العاصمة طرابلس. وقال معيتيق: «إننا مستاؤون من التقرير الذي أظهر بيع مهاجرين بالمزاد، وسنفتح تحقيقاً لضبط المتهمين وتقديمهم إلى العدالة». أما وزارة خارجية حكومة الوفاق فأكدت في بيان رفضها واستنكارها هذه الممارسات غير المقبولة التي «تتنافي مع ثقافة الشعب الليبي وتراثه وقيمه الدينية». وأضافت: «نتمسك بتطبيق القوانين والتشريعات الوطنية التي تجرم التجارة بالبشر والرق والاستعباد». لكنها استغربت تصنيف ليبيا باعتبارها منطقة صراع وعدم استقرار، في مقابل محاولة جعلها ملجأ لاستقبال أعداد كبيرة من المهاجرين». وتظاهر حوالى ألف شخص في العاصمة الفرنسية باريس السبت للتنديد ب «العبودية في ليبيا». وألقى شبان مقذوفات في اتجاه قوات الأمن التي ردت بإطلاق غاز مسيل للدموع، علماً أن الشرطة نددت ب «عدم شرعية التحرك». وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها بالفرنسية «لا للعبودية في ليبيا». وانضمت اليهم شخصيات بارزة مثل الممثل الفكاهي عمر سي، ولاعب كرة القدم السابق ديدييه دروغبا، وملكة جمال فرنسا السابقة صونيا رولان. وكتب سي على «تويتر»: «لنتضامن من أجل الاحتجاج على التعذيب والعنف». واستنكر المجلس الأعلى لطوارق ليبيا في بيان «تحميل الشعب الليبي مسؤولية سوء معالجة أوضاع المهاجرين، وهي مسؤولية مشتركة بين دول المصدر ودول العبور والدول المقصودة في أوروبا» . ونبّه إلى أن ما يجري في ليبيا منذ سنوات «هو مؤامرة دولية تهدف إلى تدمير إمكانات البلاد والاستحواذ على خيراتها، وضرب النسيج الاجتماعي لشعبها، ونحمل المجتمع الدولي الذي تدخل عام 2011 بحجة حماية المدنيين كل المسؤوليات القانونية والأخلاقية على حال البلاد اليوم»، مشدداً على أن الممارسات التي سجلت في حق المهاجرين «فردية وليست سياسة ممنهجة، ونحن نرفضها انطلاقاً من إيماننا بأن التعامل مع المهاجرين يجب أن يحصل في شكل يحفظ لهم كرامتهم ويقدر إنسانيتهم». وفي ردود الفعل الدولية المنددة بتقرير «سي أن أن»، طالب الاتحاد الأفريقي السلطات الليبية بالتحقيق في «أسواق الرقيق». وقال الرئيس الغيني ألفا كوندي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد: «مظاهر ممارسة العبودية الحديثة يجب أن تنتهي، والاتحاد الأفريقي سيستخدم كل الأدوات المتاحة له في هذا المجال». على صعيد آخر، أعلنت أجهزة الإغاثة في إسبانيا إنقاذ حوالى 600 مهاجر من المغرب وأفريقيا في البحر قبالة سواحل منطقة مورسيا (جنوب شرق) وبحر البوران ومضيق جبل طارق، مشيرة إلى عمليات تجري لتحديد مكان آخرين. وتعتبر إسبانيا البوابة الثالثة للمهاجرين إلى أوروبا، بعد إيطاليا واليونان. وأفاد تقرير أصدرته المنظمة الدولية للهجرة في 15 الشهر الجاري، بأن 17687 مهاجراً وصلوا إسبانيا هذه السنة من أصل 159 ألفا قدموا إلى أوروبا.