لقن المنتخب الجزائري "الشاب"، نظيره المصري "أبطال أفريقيا"، درساً في كرة القدم الجميلة، ودك شباكه بثلاثية تاريخية كانت كافية لتسقطه من عليائه، وتعلن الأفراح في كل ربوع الجزائر في واحدة من المباريات، التي تؤكد علو كعب الجزائر على مصر. وجاءت المباراة ضمن الجولة الثانية من التصفيات المزدوجة لبطولتي أفريقيا للأمم ومونديال 2010. سجل للجزائر كريم متمور وعبدالقادر غزال ورفيق جبور، بينما أحرز هدف مصر الوحيد أبوتر يكة. وهذه هي المرة الثامنة التي يتغلب فيها الجزائريون على المصريين في تاريخ المواجهات الرسمية بينهما، بينما يحوز «الفراعنة» على خمسة انتصارات فقط. وبهذا الفوز يرتقي المنتخب الجزائري إلى المركز الأول في المجموعة الثالثة برصيد أربع نقاط مناصفة مع المنتخب الزامبي، الذي كان فاز على نظيره الرواندي السبت بهدف من دون رد. ويلتقي المنتخب الجزائري مع نظيره الزامبي في العشرين من الجاري في قمة المجموعة، قد تحدد نتيجتها بنسبة اكبر ملامح "بطل" المجموعة. وعقب الفوز المثير، خرجت الجماهير الجزائرية في مسيرات صاخبة في كل المدن الجزائرية، وتواصلت أفراحها حتى الساعات الأولى من صباح أمس (الاثنين). ولم يقدم المنتخب المصري طوال المباراة ما يثبت فعلاً أنه "بطل أفريقيا"، وتأكدت صحة المقولة التي تثبت قوته في بطولة متجمعة لا غير، فقد ظهر بوجه شاحب في الشوط الثاني، وتلقى مرماه ثلاثة أهداف كاملة، اثنان منها في أقل من دقيقتين، بينما فشل في الوصول إلى مرمى الجزائر في المرحلة الأولى، عندما افتقد الجزائريون المبادرة والثقة بأنفسهم. جاءت المباراة في دقائقها الأولى حذرة وتملك المنتخبين، لاسيما الجزائري، خوف من الآخر – باعتراف متمور صاحب الهدف الأول الجزائري، قبل أن يتمكن أصحاب الأرض من الوصول إلى منطقة الجزاء المصرية في مناسبتين من دون جدوى. وحاول نجم مرسيلياكريم زياني إرباك الخصم فأرسل كرة عرضية إلى عبدالقادر غزال، الذي تابعها برأسه نحو المرمى، لكن الدفاع المصري نجح في إبعادها. وكان الهدف الجزائري الثاني صدمة ل«الفراعنة»، اذ سدد نذير بلحاج كرة ثابتة لتجد رأس لاعب سينيا الإيطالي عبدالقادر غزال، فحولها إلى هدف حرك به مشاعر ملايين الجزائريين، بينهم الوزيران عزالدين ميهوبي والهاشمي جيار، اللذان قفزا من مكانيهما من شدة الفرح. وأكرم رفيق جبور وفادة المصريين عندما توغل في منطقة الجزاء مستغلا تمرية بينية من كريم زياني فسدد كرةً عانقت الشباك معلنةً الهدف الثالث للأخضر الجزائري. وشهدت الدقائق الأخيرة من اللقاء محاولات يائسة من "الفراعنة" قبل أن ينجح ابو تريكة في تقليص الفارق بعد كسره لمصيدة التسلسل وانفراده بالحارس الوناس قواوي. وكان المدرب رابح سعدان اسعد الجزائريين عقب المباراة، وقال في تصريح مقتضب: "لا أصدق أننا حققنا مثل هذه النتيجة، وكانت أقصى أمانينا تحقيق فوز بهدف وحيد". وأضاف: "شرفنا الكرة الجزائرية بالفوز على المنتخب المصري القوي وبطل أفريقيا، وقد شاهد الجميع فريقنا أمام المنتخبات الكبيرة بدءاً بالسنغال وصولاً إلى مصر، صحيح أن أداءنا لم يكن جيداً خلال المرحلة الأولى، لكننا تداركنا ذلك في المرحلة الثانية وأحرزنا ثلاثة أهداف، وأشكر اللاعبين على تطبيقهم التعليمات. وعلينا التركيز في مباراة زامبيا، وأتمنى حظاً سعيداً لصديقي شحاتة في كأس ما بين القارات". من جانبه، اعترف المدير الفني للمنتخب المصري حسن شحاتة بمنطقية فوز الجزائر، مؤكداً أنه كان الأقوى. وقال: "خسارتنا أمام الجزائر كانت منطقية على رغم أننا كنا الأفضل في المرحلة الأولى. الهدف الأول أثر كثيراً في معنويات اللاعبين، أما الهدف الثاني فقضى عليهم تقريباً".