تباينت الردود الدولية على تطورات حوادث دول المنطقة المطالبة بالحرية والديموقراطية. ورحبت المنظمات الدولية بالتغيير في مصر وتونس وليبيا، وتحفظت عما يجرى في دول المنطقة الأخرى، على رغم مناداتها في وقت سابق بالإصلاح السياسي، فما يحدث في الدول هذع اليوم يشبه إلي حد كبير حوادث 1968 في تشيكوسلوفاكيا يوم قمع الاتحاد السوفياتي قمعاً عسكرياً مطالبة التشيك بالاشتراكية الحرة. وازدواجية المعايير الغربية إزاء دول المنطقة واضحة، علي رغم زعم الغرب رفع لواء الديموقراطية والحرية. أما في اليمن، فهناك أسباب كثيرة وراء تفاقم الأزمة. فالجنوبيون يشعرون بالإحباط نتيجة إبعادهم عن القرار السياسي بعد توحيد اليمن. ومشكلات الحوثيين مع الحكومة كثيرة. وتنشط منظمة «القاعدة» في الأراضي اليمنية. والحكم في سورية وراثي، وشبه عسكري نتيجة احتلال اسرائيل مرتفعات الجولان. لذا، تختلف الأوضاع السياسية في البلد هذا عن دول المنطقة الأخرى. وعلي رغم اتهام الحكومة السورية مناطق تعارض الحكومة بإثارة الفتن، ترفع المناطق هذه مطالب محقة وثيقة الصلة بالحرية والديموقراطية. وفي ليبيا، ترفض حكومة القذافي التنازل أمام مطالب الحركة الديموقراطية الشعبية، وتوسلت بالقوة العسكرية. ودان مجلس الأمن الدولي جرائم القذافي. وفي هذه الظروف، تقف شعوب المنطقة، ومنها الشعب الإيراني، إلي جانب الحركات السلمية التي تسعى وراء الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان. لكن مواقف حكومات المنطقة جاءت ملتبسة. فبعض الدول مثل قطر انتهج سياسة مزدوجة. ففي وقت انضمت الطائرات القطرية العسكرية إلي طائرات «الناتو» لمهاجمة قوات القذافي في ليبيا، عارضت قطر الاحتجاجات الشعبية في دول أخري. واختارت بعض دول المنطقة الصمت إزاء ما يجرى في سورية نتيجة ارتباط تطورات الأوضاع في هذا البلد بمصالحها الاستراتيجية والإقليمية. وما يبعث على القلق في إيران هو أن التغيير في سورية، ولو كان طفيفاً، يؤثر في دعم دمشق «حزب الله» في لبنان، وقد يفضي إلى وقف الدعم هذا. ولكنني أرى أن سورية، ولو هبت عليها رياح التغيير، تحتاج الي دعم «حزب الله». فثمة أراضٍ سورية تحتلها إسرائيل. وهذه رهنت استمرار المفاوضات مع سورية بانسحاب القوات السورية من لبنان، وهذا ما حصل. ولا يخفى على أحد أن سورية تستفيد من «حزب الله» لمعالجة مشكلاتها الداخلية. أما علاقة إيران ب «حزب الله»، فهي معنوية وأيديولوجية، في وقت ترتبط مصالح استراتيجية سورية ب «حزب الله». ولن تؤثر التغيرات السياسية في سورية في علاقة إيران بلبنان و «حزب الله». * صحافي، عن موقع «خبر أون لاين» الإيراني، 11/4/2011، إعداد محمد صالح صدقيان