شدّدت السعودية خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في قصر اليمامة بالرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أهمية تضافر الجهود بما يحقق الأمن والاستقرار لجميع الدول العربية، ويحفظ لها وحدتها وأمن شعوبهاوأعرب المجلس عن ترحيبه بدعوة المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الاستثنائية ال 32 للحكومة اليمنية وأطراف المعارضة للاجتماع في السعودية تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفق مبادئ هادفة إلى الحفاظ على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره وتلبية طموحات شعبه. ورحب المجلس بالبيانات الصادرة عن منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وما تضمنته من تنديد بالتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى البيان الصادر عن الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين في رابطة العالم الإسلامي، الذي أعرب عن استنكار العلماء والمفكرين المشاركين في الملتقى لتدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول المجلس، وإثارتها الفتن بين شعوب هذه البلدان، واعتبر ذلك أمراً يخالف الدين ويؤدي إلى الخلاف والنزاع وضعف الأمة. ودان مجلس الوزراء بشدة تصعيد العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، خصوصاً القصف الجوي والأرضي على قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، معرباً في الوقت ذاته عن استنكاره البالغ للقرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية لبناء مئات الوحدات السكنية في القدس الشريف. ودعا المجتمع الدولي بدوله ومؤسساته كافة إلى تحمل مسؤولياته، والتدخل الفوري للضغط على إسرائيل للكف عن جرائمها المتواصلة وحربها المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، والانصياع لقرارات الشرعية الدولية في هذا الخصوص. وأطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس في مستهل الجلسة على المحادثات والاتصالات والمشاورات، التي تمت خلال الأيام الماضية مع عدد من قادة الدول ومبعوثيهم حول أوجه التعاون الثنائي، وتطور الأحداث على الساحات الإسلامية والعربية والدولية، ومن ذلك الرسالة التي تسلمها من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، واستقباله وزير الدفاع الأميركي الدكتور روبرت غيتس. كما تطرق المجلس بعد ذلك - بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية - إلى مشاركة المملكة في «المنتدى العالمي للحوار بين الثقافات» الذي عقد في العاصمة الأذربيجانية (باكو)، ومثل المملكة فيه وزير الثقافة والإعلام، الذي أوضح أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار أخذت طريقها إلى المجتمع الدولي وإلى المفكرين ومجالس الحوار في كل مكان، مشيراً إلى أن المجلس أكد أن المملكة ومن موقعها الإسلامي تعد نفسها شريكاً أساسياً في إشاعة السلام العالمي ورسم معالم عالم يسوده الاستقرار والأمن والسلام واحترام ثقافات الأمم وإسهامها في الثقافة الإنسانية. وناقش المجلس عدداً من النشاطات والفعاليات الثقافية والسياحية، التي تشهدها مختلف مناطق المملكة في الأيام المقبلة، وفي مقدمها المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية في دورته ال 26 الذي سيفتتح غداً (الأربعاء) برعاية خادم الحرمين الشريفين وينظمه الحرس الوطني، مشدداً على أن الرعاية التي يحظى بها المهرجان تؤكد الحرص الذي توليه القيادة في المملكة لدعم مسيرة الثقافة والإبداع محلياً وخارجياً. وفوض المجلس النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب اليمني في شأن إعداد مشروع اتفاق في مجال نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بين الحكومة السعودية ونظيرتها اليمنية في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار والتوقيع عليه ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية. كما فوّض المجلس رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الصيني في شأن مشروع اتفاق تعاون للاستخدام السلمي للطاقة النووية بين السعودية والصين والتوقيع عليه في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية. ووافق على مذكرة تفاهم بين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية ووزارة الإرشاد والأوقاف بالسودان في مجال الشؤون الإسلامية والأوقاف الموقع عليها في محافظة جدة بتاريخ 25-8-2010 بالصيغة المرفقة بالقرار، وأعد مرسوم ملكي بذلك. كما وافق المجلس على اتفاق بين حكومتي المملكة وتونس لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي في شأن الضرائب على الدخل، ومشروع (البروتوكول) المرافق له، الموقع عليه في مدينة تونس بتاريخ 8-7-2010 بالصيغتين المرفقتين بالقرار، وأعد مرسوم ملكي بذلك. كما وافق المجلس على نظام عقوبات نشر الوثائق والمعلومات السرية وإفشائها بالصيغة المرفقة بالقرار، وأعد مرسوم ملكي بذلك. ووافق مجلس الوزراء على تعيينات على وظيفة (سفير) والمرتبة ال 14وذلك على النحو الآتي: تعيين سالم بن علي بن محمد الفعر على وظيفة (سفير) في وزارة الخارجية، وتعيين منصور بن محمد بن سالم بن عابد عبدالله على وظيفة (سفير) في وزارة الخارجية، وتعيين صالح بن إبراهيم بن محمد الحماد على وظيفة (مدير عام مكتب الوزير) بالمرتبة ال 14 في وزارة الاقتصاد والتخطيط، وتعيين فهد بن سعد بن عوض الرويس على وظيفة (مستشار إداري) بالمرتبة ال 14 في وزارة الثقافة والإعلام.