تفاعلت قضية طلب وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي ملاحقة الصحافيين السعوديين ابراهيم آل مرعي وعضوان الأحمري اللذين كانا ضيفي برنامج «كلام الناس» الذي يقدمه مارسيل غانم في حلقة الخميس قبل الفائت على شاشة «أل بي سي»، لاتهامهما - وفق كتاب وجهه جريصاتي الأسبوع الماضي إلى النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود - «كلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل وقائد الجيش العماد جوزيف عون بالخيانة والإرهاب». واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي أمس، ب «هاشتاغات» تضامن مع غانم وتناولت ما وصفه بعضهم ب «محاولة لكمّ الأفواه والتعرض للحريات الإعلامية»، على خلفية ما كشفه غانم في مقدّمة حلقة أول من أمس، من أنه استدعي لتقديم إفادته أمام الشرطة القضائية بطلب من مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون بناء على كتاب جريصاتي للتحري عنه، إضافة إلى الصحافيين. وأعلن غانم أنه لن يمثل أمام الشرطة القضائية، قائلاً: «أنا معروف ولست مجرماً أو تاجر مخدرات كي ألاحق». ورد جريصاتي على مقدمة غانم في برنامجه، مؤكداً أن «زمن الإعلام المتفلت من أي ضوابط أخلاقية أو مهنية قد ولّى، ولا أحد اليوم فوق القانون ولا حصانة من أي نوع كان لمن هو مدعو للإفادة أمام المراجع الأمنية والقضائية المختصة». وأكد أن «حلقة غانم أصبحت بيد القضاء». وسرعان ما رد وزير الإعلام ملحم الرياشي على جريصاتي، وقال: «الظرف لا يسمح بالتلهي بمهاترات والقوات اللبنانية تلجأ إلى القضاء في حق من يسيء الحديث وليس في حق من يدير الحديث». واستدعى ما حصل ردود فعل أعلنت تضامنها مع غانم، فغرد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عبر «تويتر» قائلاً: «حرية التعبير وحرية الصحافة والإعلام فوق كل اعتبار، وما يجري بحق الLBCI وبحق الإعلامي الصديق غانم مرفوض ومدان. لا للقوى الظلامية». ودعا الرئيس السابق نجيب ميقاتي عبر «تويتر» إلى أن «نترك للناس حرية التعبير عما تريد باحترام ولا نأخذ الصحافيين والإعلاميين بجريرة التجاذبات السياسية». واعتبر وزير التربية مروان حمادة أن «أي تعدّ على الحريات العامة، وخصوصاً الحرية الإعلامية قدس أقداس لبنان وناسه، أكاد أقول علّة وجوده وديمومته، هو استيلاد مشبوه لمندرجات أزمنة كمّ الأفواه وحجب الفكر الحرّ والحكم على النوايا. وأخشى أن ما يسعى البعض إليه راهناً يعدّ بمثابة استنساخ للمراحل التي شهدت سجن الصحافيين وإقفال صحف ومحطات، وهي مراحل سوداء في تاريخ لبنان». وأعلن النائب بطرس حرب «التزامه الدفاع عن الحريات وتطوعه محامياً للدفاع عن غانم عند أي ملاحقة قضائية له». وغرد رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية عبر «تويتر»، فقال: «من عمل لحماية حرية رئيس حكومتنا لا ننتظر منه إلا حماية حرية الإعلام». وحذَّر رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل الذي اتصل بغانم متضامناً، من «خطورة العودة إلى زمن تكم فيه الأفواه وتكبل الأيدي وتصادر الأقلام ويعتقل الصحافيون الأحرار». من جهة أخرى، أوقفت عناصر المباحث الجنائية المركزية بناء لإشارة النيابة العامة التمييزية أمين عام «التحالف المدني الإسلامي» أحمد الأيوبي بدعوى مقامة عليه من رئاسة الجمهورية ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري، على خلفية مقال بتهمة قدح وذم وتشهير.