أمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسحب قوات لبلاده تشارك في مناورات ينفذها الحلف الأطلسي في النروج، بعد استخدام اسمه وصورة لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في تدريب «لوحات التصويب الناري». وقال خلال لقائه رؤساء فروع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في الولايات التركية، في إشارة إلى المشرفين على المناورات: «استخدموا لوحة تصويب في النروج، وضعوا عليها اسمي وصورة مصطفى كمال أتاتورك. عرفت بالأمر من رئيس الأركان خلوصي أكار ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي عمر جليك، وأبلغاني أنهما سيسحبان قواتنا التي تضمّ 40 جندياً من هناك». وأضاف: «قلت لهما افعلا ذلك فوراً، ولو أُزيل الاسم والصورة. لا يمكن أن يكون هناك تحالف كهذا». واعتذر الأمين العام ل «الأطلسي» ينس ستولتنبرغ عن «الإهانة»، مستدركاً أن «الحادث كان نتيجة عمل فردي ولا يعكس آراء الحلف». وأضاف: «الفرد المعنيّ سُحب فوراً من التدريب ويتم الآن تحقيق في الأمر. إنه مدني تابع للنروج، وليس موظفاً في الحلف. يعود إلى السلطات النروجية البتّ في هل هناك حاجة إلى إجراء تأديبي» في حقه. وشدد على أن «تركيا حليف له اعتبار لدى الحلف ويقدّم مساهمات ضخمة لأمنه». ويشير الموقع الإلكتروني ل «الأطلسي» إلى تمرينين عسكريين ينفذان في النروج. وتركيا التي انضمت إلى الحلف عام 1952، هي من أعضائه الأساسيين، لكن حلفاءها الغربيين قلقون إزاء صفقة أبرمتها أنقرة لشراء منظومة دفاع جوي روسية من طراز «أس-400»، إذ يعتبرون أنها لا تتناسب مع الأنظمة الدفاعية للحلف. إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله إنه يرغب في وضع حجر الأساس لتشييد محطة «أكويو» النووية في جنوبتركيا، بحلول نهاية الشهر. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال الاثنين الماضي إن موسكووأنقرة تخططان لتدشين أول مفاعل نووي في «أكويو» عام 2023، مضيفاً أن المنظمة الروسية للطاقة الذرية (روساتوم) ستبدأ العمل في الموقع قريباً. على صعيد آخر، تترقب أنقرة مصير رجل الأعمال التركي- الإيراني رضا ضرّاب الذي تبدأ محاكمته بعد غد في نيويورك، لاتهامه بانتهاك العقوبات الأميركية على طهران. وأثارت الجلسة الأخيرة التي عُقدت الخميس أمام القاضي الفيديرالي في نيويورك ريتشارد بيرمان، تحضيراً للمحاكمة، تكهنات كثيرة في وسائل الإعلام الأميركية في شأن موقف ضرّاب، إذ تشتبه في أنه وافق على الإقرار بذنبه والتعاون مع القضاء الأميركي. وأكد ناطق باسم المدعي العام جيمس مارغولين أن ضرّاب لم يحضر الجلسة، مضيفاً أنه ما زال «في أيدي القضاء الأميركي»، من دون أن يحدد مكان وجوده. وخلال الجلسة الخميس، سأل محامي محمد حقان أتيلا، نائب الرئيس التنفيذي لمصرف «خلق بنك» التركي، المتهم في الملف ذاته، القاضي هل سيحضر ضرّاب المحاكمة. وقال مارغولين إن بيرمان رد في شكل مبهم، ناصحاً المحامي ب «مراقبة الوثائق الجديدة التي أضيفت إلى الملف». وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن الخميس أن السلطات الأميركية أبلغت أنقرة أن ضرّاب نُقل إلى مكان احتجاز آخر، مؤكدة أنه في وضع صحي جيد. أتى ذلك بعدما أفاد الموقع الإلكتروني للمكتب الفيديرالي الأميركي للسجون بإطلاق رجل الأعمال الأسبوع الماضي، فيما ذكر محاموه أنهم لم يعرفوا عنه شيئاً طيلة 5 أيام. وكان ضرّاب (34 سنة)، وهو تاجر ذهب، أوقف في ميامي عام 2016، لاتهامه بانتهاك العقوبات الأميركية على إيران، ويواجه حكماً بسجنه 30 عاماً. من جهة أخرى، أعلن مصدر في الشرطة التركية توقيف 22 من 42 موظفاً في جامعة مرمرة في إسطنبول، تلاحقهم السلطات للاشتباه في صلتهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي.