طالب رئيس الوزراء السوداني السابق رئيس «حزب الأمة» المعارض الصادق المهدي، «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم بالانسحاب من السلطة بطريقة سلسة بدل مواجهة المعارضين ب «البلطجية» و «جنجويد الخرطوم». ورجح نجاح «القوة الناعمة» في تغيير نظام الحكم. وقال أمام حشد من أنصاره في ولاية القضارف في شرق البلاد إن على السودانيين «الاستعداد لإنهاء دولة الحزب لمصلحة دولة الوطن، أو اقتلاع نظام الحكم». وطالب الحزب الحاكم بتبني إصلاحات جذرية ومحاربة الفساد. ودعا القوى السياسية إلى «تبني برنامج وطني وصولاً إلى عقد مؤتمر لصوغ دستور ديموقراطي جديد تراعى فيه حقوق المواطنة والمساواة وحرية الأديان، والتصدي لمؤامرات تسعى إلى تمزيق البلاد إلى خمس دويلات، وإقرار توأمة بين شطري السودان عقب انفصال الجنوب (في تموز (يوليو) المقبل) حتى لا نترك الدولة الوليدة تقع في أحضان الأشرار والعقارب والثعابين». وانتقد المحادثات التي تجريها الحكومة مع متمردي دارفور واعتبرها «حوار طرشان». واتهم الحزب الحاكم بتبديد عائدات النفط «في الفساد وشراء الذمم والصرف السياسي». ورأى أن «تشكيل حكومة قومية هو المخرج الوحيد لأزمات السودان في ظل ثورات الشعوب العربية»، موضحاً أن «البلاد تعاني من 5 أزمات» هي التوتر في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وفي الجنوب، والمشكلة الاقتصادية، وملاحقة المحكمة الجنائية الدولية الرئيس عمر البشير بارتكاب جرائم حرب وإبادة في دارفور. إلى ذلك، كشف البرلمان السوداني فساداً في عدد من أجهزة الدولة، وأعلن أن لديه 65 ملفاً تتضمن تهماً بتزوير وخيانة أمانة تجرى تحقيقات فيها. واعترف رئيس لجنة العمل والمظالم في البرلمان الفاتح عز الدين بالفساد في أجهزة الدولة. وقال في لقاء جمع عدداً من قيادات الحزب الحاكم مع رجال أعمال، إنه «تم تحويل كل القضايا المتعلقة بجرائم المال العام إلى القضاء». وانتقد «مبالغة الإعلام في تهويل الحديث عن استشراء الفساد الحكومي». من جهة أخرى (أ ف ب) قال المبعوث الأميركي الجديد إلى السودان برينستون ليمان إن المفاوضات الجارية حالياً بين شمال السودان وجنوبه حول منطقة أبيي المتنازع عليها والتي تشهد حالياً وضعاً «متوتراً جداً»، لم تحرز تقدماً كبيراً. واستؤنفت المفاوضات بين شمال السودان وجنوبه في الرابع من الشهر الجاري في منطقة دبرزيت على بعد نحو 50 كلم جنوب العاصمة الإثيوبية. ويشارك ليمان الذي عينه الرئيس الأميركي باراك اوباما مطلع الشهر، في المحادثات الجارية بإشراف الاتحاد الأفريقي وبحضور ممثلين للأمم المتحدة. وقال: «انه موضوع استثمر فيه الجانبان إلى حد كبير... إيجاد اتفاق حول أبيي أمر صعب جداً... أبيي هي المشكلة الأكثر خطورة» التي تستوجب حلاً قبل إعلان استقلال جنوب السودان، مشيراً إلى أن الوضع على الأرض حالياً «متوتر جداً». وأوضح أن الطرفين وافقا على سحب القوات التي نشرت أخيراً كتعزيزات عسكرية في المنطقة، لكنه تدارك أن «هذا القرار لم ينفذ. ولا أرى بصراحة حلاً سريعاً» في الأفق. واعتبر أن «ليس هناك حتى الآن التزام سياسي» لدى الجانبين. ورأى أن «الخطر يكمن في تفاقم أي مواجهة في بعض الأماكن مثل أبيي». ولاحظ «تقدماً» في المفاوضات حول المسائل الاقتصادية مثل البدء باستخدام العملة المقبلة. إلا أنه لفت إلى أن المسائل التقنية المرتبطة بتقاسم الموارد النفطية «لا تزال معقدة» لأنها تتطلب «قرارات على المستوى السياسي».