ندد تقريران منفصلان لمنظمة «هيومن رايتس واتش» لحقوق الانسان و «فورتيفاي رايتس» بالتعاون مع متحف اليهود في الولاياتالمتحدة، وتضمنا أدلة متزايدة على حصول «عملية إبادة» ضد أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار، بأن قوات الأمن في ميانمار ذبحت أفراداً من أبناء الأقلية وأحرقت آخرين أحياء ونفذت عمليات اغتصاب جماعية ضد نساء وفتيات، وهو ما تنفيه السلطات. جاء ذلك غداة زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون رانغون، عاصمة ميانمار، حيث أكد «قلق واشنطن من التقارير الموثوق بها عن ارتكاب جيش ميانمار فظائع على نطاق واسع»، ومطالبته بقبول الحكومة المدنية في رانغون إجراء «تحقيق مستقل في هذه المزاعم»، وتعاون جيش ميانمار مع المحققين. وركز تقرير منظمة «هيومن رايتس واتش» على استخدام جيش ميانمار العنف الجنسي ضد الروهينغا، وخلص إلى أن الانتهاكات ترقى لجرائم ضد الإنسانية. وكتبت سكاي ويلر التي أعدت التقرير، أن «الاغتصاب كان الصفة البارزة والمدمرة في حملة التطهير العرقي التي نفذها جيش ميانمار، وخلّفت عدداً لا يحصى من النساء والفتيات اللواتي تعرضن لضرر العنف الوحشي والصدمات النفسية». أما تقرير منظمة «فورتيفاي رايتس» ومتحف إبادة اليهود بعنوان «حاولوا قتلنا جميعاً» والذي استند إلى أكثر من 200 مقابلة مع ناجيات وشاهدات عيان وعمال إغاثة، فأشار إلى «حدوث اعتداءات واسعة ومنهجية ضد الروهينغا على دفعتين بين 9 تشرين الأول (أكتوبر) وكانون الأول (ديسمبر) 2016، ثم بدءاً من 25 آب (أغسطس) 2017. كما تضمن روايات عن ضحايا تعرضن للذبح أو الحرق وهن أحياء، وفتح القوات الحكومية النار على المدنيين من الأرض والجو، وذبح جنود ومدنيين مسلحين بسكاكين، رجالاً ونساءً وأطفالاً». وتابع: «ارتكبت قوات الأمن في ميانمار ومدنيون جرائم ضد الإنسانية، ونفذوا حملة تطهير إتني خلال موجتي العنف ضد الروهينغا، وأدلة هذه الأفعال تشكل آلية إبادة في حق الأقلية». وخلص تقرير «فورتيفاي رايتس» ومتحف إبادة اليهود إلى أنه «من دون تحرك عاجل، هناك أخطار بتفجر مزيد من الفظائع الجماعية في ولاية راخين، وأي مكان آخر في ميانمار». على صعيد آخر، يزور وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ميانمار وبنغلادش مطلع الأسبوع المقبل من أجل بحث أزمة الروهينغا، علماً أن بكين أيدت أخيراً ما وصفته «بجهود حكومة ميانمار لحماية الاستقرار».