كشفت دراسة نفذتها مؤسستا «ميدياتيك» و«ويب أند كوم» الجزائريتان، أن الإنترنت بات أفضل وسيلة إعلامية لدى الشباب والكوادر، بينما يتربع فايسبوك على عرش شبكات التواصل الاجتماعي اذ بلغ عدد أعضائه 1.5 مليون شخص. وقال المشرفون على الدراسة انها أكبر تحقيق يتم في الجزائر حول الموضوع، وشملت أكثر من 18 ألف مستخدم للإنترنت وزعت عليهم استمارة عبر المواقع الجزائرية الأكثر شعبية ومن خلال البريد الإلكتروني. وجاءت النتائج بعد أربعة أسابيع بأفكار جديدة لتحديد من هم مستخدمو الإنترنت الجزائريون وما هي تطلعاتهم وكيف ينظرون إلى هذا الوسيط. وفاجأت النتائج المتتبعين، وان كانت الدراسة أكبر عملية تحر في الموضوع، فإنها لم تكن الأولى التي أجرتها المؤسستان بل هي عملياً الثالثة، وخلصت إلى ارتفاع ملحوظ في عدد «المستعملات» الدائمات للإنترنت واللواتي بلغت نسبتهن 30 في المئة من إجمالي عدد المستخدمين، بينما استحوذ الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 26 و35 سنة على حصة الأسد من عدد المستعملين، تليهم الشريحة المتراوحة بين 36 و45 سنة. وظهر أن أكثر من نصف المستخدمين هم من أصحاب الشهادات الجامعية وأن طلاب المرحلة الثانوية يمثلون الربع، ما يفسر توزع أكثر من 60 في المئة من المستخدمين بين الطلبة والكوادر. ويصل عدد «المدمنين» على استعمال الشبكة العنكبوتية من هذه الشريحة إلى 40 بالمئة اي أنهم يتصفحون الانترنت بمعدل 20 ساعة في الأسبوع. ويرى ثلاثة أرباع المستخدمين في الانترنت وسيلة إعلامهم الأولى مفضلينها على وسائل الإعلام التقليدية، إذ ما عاد عدد مستخدمي التلفزيون يتجاوز ال14 في المائة مقابل 9.9 في المئة من قراء الصحف. ويقول عشاق الشبكة انها وسيلتهم للإطلاع على جديد الأحداث، من قراءة البريد، ومشاهدة الأفلام، والاستماع إلى الموسيقى من خلال التحميل إضافة إلى التواصل مع الغير. واعتبر المشرفون على الدراسة أن أهم ما يلفت الانتباه هو استحواذ «فايسبوك» على 70 في المئة من الإستخدام، اذ يرتفع عدد المنخرطين فيه إلى 1.5 مليون مستخدم. ويقول مراد وهو صاحب مقهى انترنت في وسط العاصمة الجزائرية: «من اللافت أن تجري المؤسستان سبراً جديداً للآراء حول استعمال فايسبوك بعد موجة الثورات الفايسبوكية التي تعصف بالعالم العربي حالياً»، على اعتبار أن الدراسة المذكورة أنجزت وصدرت نتائجها بعد تلك العواصف وبالتالي ربما يؤثر ذلك في دقة الارقام التي خلصت اليها. وتوقع مراد أن يتحول فايسبوك إلى شبكة عربية «للثورة» كما قال، وذكر أن «90 في المئة من المستخدمين الذين يأتون الى المقهى اليوم يفتحون فايسبوك قبل أي صفة اخرى، وهذا لم نكن نلاحظه سابقاً، أو على الأقل ليس بهذه الحدة». وأضاف: «لا أستبعد أن يتطور المليون ونصف إلى مليوني مستخدم أو أكثر في الجزائر قبل صدور الدراسة».