قطع من الأسلحة القديمة، ولقى أثرية نادرة، وعملات مختلفة، إضافة الى صور عمرها مئات السنين، جمعها العراقي منعم إبراهيم العطار في منزله في محافظة واسط جنوب العراق، حفاظاً على تراث آبائه وأجداده، ورغبة منه في تحويل منزله متحفاً أثرياً. يقول العطار ل «الحياة»: «بدأت العمل منذ العام 1995، على تأسيس المتحف وكان بداية مشروعاً صغيراً لم أهدف منه غير جمع تراث المدينة وتدوينه، لكنه بدأ يتوسع حين رفدني أبناء المدينة بالمقتنيات والأشياء التراثية التي كانوا يمتلكونها». وعن محتويات المتحف الذي يعد أكبر متحف شخصي في العراق يوضح: «يضم أكثر من 1000 صورة لشخصيات دينية وتاريخية وسياسية وأدبية، وكل صورة لها شروحات عن أهمية صاحبها ودورة في مجال اختصاصه، مثلاً هناك صور للحرفيين القدماء وصور لأول كاتب عرائض «عرضحالجي» وأقدم «كببجي» وأقدم مصور وأقدم « مطهرجي»، أي الشخص الذي يقوم بختان الاطفال، وأقدم سراج وأقدم سائق». ويضيف: «كما أنني جمعت معظم الأشياء التي تحمل طابعاً فولكلورياً وتراثياً مثل أقدم فانوس، لا سيما ان هناك فوانيس تراثية بعضها كان يستخدم لإنارة الشوارع، إضافة إلى أدوات أخرى نحاسية وخزفية وبعض الأسلحة القديمة وأدوات الصيد والأدوات التي كانت تستخدم في العمليات الزراعية مثل المحاريث والمناجل والمرواح وغيرها...». وحرص العطار على إعطاء المهتمين فرصة الاطلاع على أغراض المتحف وجعله مفتوحاً أمام الجميع طيلة الأيام، موضحاً «أن الانتماء الى المدينة العراقية، هو الذي شدّه إلى التفكير بإقامة المتحف». وحظي المتحف بإقبال وتشجيع من بعض الأصدقاء والوجهاء الذين قدموا له الدعم المعنوي حباً منهم بمدينتهم التي أصبح لها متحفها الخاص. المتحف بيت بباب حديد، يفضي الى رواق داخلي مسقوف. في الرواق وعلى الجانب الأيمن منه معشب طبي مجاز من وزارة الصحة، يقابله على الجانب الأيسر حبوب الماء. الرواق يفضي الى فناء البيت المفتوح، تتوسطه نافورة ماء، تصب في حوض ماء مستدير وأمام النافورة هناك حجرتان تشكلان قاعة العرض. في القاعة الكبيرة صور رؤساء الدولة العراقية، وفي الجانب الأيسر منها صور الوجهاء والرجال والشخصيات المعروفة في المدينة وصور البيوت القديمة والقصور والجسور والمعابر والبساتين ومقطوعات الشعر الشعبي التي تغنت بالنهر والمدينة، ووثائق ومنشورات عن الحي نشرت في الصحف والمجلات. في الزاوية اليمنى للقاعة ركن المصنوعات اليدوية الشعبية التي استخدمها أهل المدينة قديماً، أدوات الشاي والقهوة والزراعة والنجارة والسراجة والحياكة، حياكة البساط والعباءة وهناك الموقد الذي يضم الدلال والفناجين والأباريق، وتعلو هذا الموقد كتب الأجداد والأبناء الأحياء والأموات في اللغة والفقه والتراث والأدب، فيما هناك كم من عشرات الصور والوثائق والخرائط والشرائط الصوتية والأقراص المدمجة. هناك جناح خصصه العطار لأنواع الأسلحة، خصوصاً القديمة منها كالبنادق المشهورة بتسمياتها مثل «أم عبيه» و «المسدس أبو الطوبة». وثمة أسلحة أخرى غير نارية كالسيوف والخناجر والعصي والمكوار، ومن ابرز تلك المقتنيات يقول العطار: «هناك عصا عمرها 127 عاماً تعود الى الحاج محمود لطفة وهو من رجال المدينة المعروفين». ويخشى العطار على المتحف من العبث والسرقة، الأمر الذي لا يجعله يفكر بنقله خارج منزله، مشيراً الى أنه «متى وجدت نية حقيقية لإقامة متحف خاص بالمدينة تتكفل به الدولة وتشيّده وتضع له الأسس الصحيحة من حيث الموظفين المختصين والكوادر الأخرى... يمكن ان أكون أحد المساهمين في إنجاحه وتقديم كل ما لدي إلى متحف المدينة».