هل كانوا، في نهاية الأمر، على حق أولئك الذين استخلصوا بعد انتهاء حلقات برنامج المواهب العربية Arabs got talent أن الفوز الذي كان من نصيب الشاعر الحلمنتيشي عمرو قطامش، إنما كان فوزاً لمصر ولشبان ميدان التحرير، الذي اعتبر الشاعر انه يمثلهم في شكل أو في آخر، أكثر مما هو اعتراف بهذه «الظاهرة الشعرية»؟ الأكيد أن سجالات ونقاشات كثيرة ستجرى خلال الأيام المقبلة. ومردّ هذا إلى أن الذين وصلوا إلى التصفيات النهائية، كانوا في غالبيتهم، موهوبين، ويؤكدون عنوان البرنامج... بل إن مواهب بعضهم بدت مدهشة إلى درجة أن كثراً لم يكونوا ليتوقعوا أن يفوز الشاعر الحلمنتيشي على الرسام المغربي أو مقلد أصوات الآلات الموسيقية اللبناني أو حتى لاعب الخفة السعودي والخدع البصرية... مهما يكن هي قواعد اللعبة. وحين يقال إن اللعبة ديموقراطية يجب التسليم بالنتيجة. وواضح أن إدارة «أم بي سي4» حرصت على أن تكون الحفلة الختامية من البرنامج الذي نال بشهادة شركات الإحصاء أعلى نسبة مشاهدة، حماسية وأنيقة... حتى أن الاستوديو ضاق بالمشاهدين الذين أتوا من عدد من الدول العربية لتشجيع نجومهم المفضلين. وكانت الحلقة التي عرضت ليل اول من امس استهلت بكلمة للفنانة اللبنانية نجوى كرم، اعتبرت فيها إنها لو كانت تشاهد البرنامج من خارج الاستديو من دون أن تكون في اللجنة التحكيمية لندمت كثيراً. أما اول العروض فكان مع فريق Casa Acrobate الّذي أثبت مجدداً مهارته. ثم كانت وصلة الفنان نورالدين بنوقاص الّذي أبهر الجميع بسرعته وطريقته الفريدة برسم لوحة كبيرة للموسيقار فريد الأطرش وتركيبها على طريقة البازل (puzzle)، ما خوّله الحصول على ثاني أعلى نسبة تصويت. وقدم المشترك أحمد البايض عرضاً محترفاً لألعاب الخفة تمكن خلاله من تحرير نفسه من علبة صغيرة ليعود ويظهر من بين الجمهور، فحصل على ثالث أعلى نسبة تصويت. كما حضرت فرقة موسيقية متكاملة مع جوني مادنس الذي أبهر الجمهور بقدرته على استخدام حنجرته. وفي فئة ال «هيب هوب» قدّم زياد عليان رقصة ممتعة. ثمّ أطلّ جوزيف دحدح بصوته الأوبرالي القوي الّذي سحر الجمهور وحمله إلى عالم من الاحتراف في الموسيقى. وأيضاً في رقص ال «هيب هوب» قدم فريق The Family Crew عرضاً تميز بالانسجام والحركات المتطابقة والمتناسقة. كما أطل حامل اللقب عمرو قطامش بلوحة «حلمنتيشية» عن الثورات. أمّا شيماء المغيري فحوّلت قصة من حياتها إلى سيناريو مؤثر عبر رسمها بالرمل. ولم يسع الاستوديو ثنائي X Wheels الذي قدم عرضاً لا بأس به في «الباتيناج». وككلّ عرض أبكى الطفل الفلسطيني عصام بشيتي نجوى كرم بأدائه وشعره الّذي جسّد القضية الفلسطينية. وكانت نهاية العروض مع كورال الفيحاء الّذي جمع أعضاؤه الموسيقى والأغاني بعرض مميز. يذكر أن الفائز نال نصف مليون ريال سعودي وسيارة «شفروليه كامارو».