صدر عن دار «شرقيات» في القاهرة كتاب للصحافي المصري محمد رفعت، بعنوان «محاورات المصريين». يعرض الكتاب عيّنات من المقالات والمداخلات التي نُشِرت في إحد المواقع الإلكترونية، في فترة التمهيد والتحريض التي سبقت «ثورة 25 يناير» في مصر. ويحمل الكتاب إسم ذلك الموقع تحديداً. وتكشف المواد المنتقاة قوة الحراك السياسي والثقافي الذي شهده المجتمع المصري منذ أكثر من عشر سنوات، ما ساهم بدور كبير في رفع مستوى الوعي العام بقضايا الفساد والتمديد والتوريث، ومهّد التربة للتحريض على «ثورة يناير». ويشبه «محاورات المصريين» الصالون الثقافي أو الملتقى الفكري على شبكة الإنترنت. وتأسّس هذا الموقع على يد المثقف الموسوعي عادل أبو زيد الذي سعى لجعله منبراً لمن لا منبر له و «هايد بارك» حقيقياً للآراء والأفكار المختلفة، وملتقى للمصريين جميعاً، بمن فيهم الجاليات المصرية في الخارج. ويقول رفعت في مقدمة الكتاب: «مع اشتراكي في «محاورات المصريين»، عرفت المعنى الحقيقي للإعلام التفاعلي. أنت تستطيع أن تكتب مقالاً تعبّر فيه عن رأيك في موضوع معين، وقد تنشره في صحيفة حكومية أو مستقلة، لكنك لن تعرف أبداً كم قارئاً طالعه، ولن تعرف رأي الجمهور في ما كتبت، ولا رد فعله على مقالك. تستطيع أيضاً أن تنشر هذا المقال في أحد المواقع الالكترونية، وقد تكون الصحيفة نفسها التي تنشر مقالك لديها موقع على الانترنت. ولكن موقع «محاورات المصريين» يتيح لك أن تعرف عدد قراء مقالك، وردود أفعالهم وآراءهم في المقال، ما يشكّل تطوراً كبيراً في الإعلام يتيح لصاحب الرسالة الإعلامية أن يتعرف بصورة أفضل الى رد فعل المتلقي. وفي المنحى التفاعلي لموقع «محاورات المصريين»، تتفاعل مع الجمهور عبر موقع ثقافي ومنبر سياسي، بطريقة مميّزة. إذ تكتب فيه لقرّاء تعرف معظمهم معرفة جيدة، وسبق لك أن تحاورت معهم في موضوعات شتى، كما تعرف اتجاهاتهم الفكرية ودوافعهم الإنسانية للكتابة، ما يزيد من تفاعلية الحوار وحيويته ومتعته. لقد دفعتني هذه التجربة إلى التفكير في إصدار كتاب يجمع نماذج موحية ومعبرة عن القضايا والأفكار التي تشغل جمهور هذا الموقع. ويقدم الكتاب أيضاً نموذجاً حقيقياً لما يشغل بالنا جميعاً كمصريين، بدرجة عالية من التلقائية والواقعية». وفي أحد عشر فصلاً، يتناول الكتاب أهم المواضيع التي شغلت بال المصريين في السنوات الأخيرة. ويخصص فصلاً عن المصريين في الخارج الذين يشكّلون نسبة كبيرة من أعضاء المنتدى. كما يحتوي الكتاب فصلاً عن عادات المصريين وتقاليدهم، تحت عنوان «حكايات من زمن فات»، إضافة الى فصل عن شركاء الوطن وقضايا الوحدة الوطنية، وفصل آخر ساخر بعنوان «شقاوة الكبار».