نقل الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطابه الاقتصادي القومي المتمسك بشعار «أميركا أولاً» إلى قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) التي عُقدت في مدينة دانانغ الفيتنامية، وأكد أن بلاده «لن تسكت عن المبادلات التجارية غير المنصفة، ولن تسمح باستغلالها بعد الآن بعدما تضررت مصالحها بسبب ممارسات التبادل التجاري العالمي». وفيما جمعت قمة «أبيك» التي تضم نحو 60 في المئة من إجمالي الناتج العالمي، عشرات من قادة الدول بينهم الياباني شينزو آبي والروسي فلاديمير بوتين، وأكثر من ألفين من المديرين التنفيذيين، أخفقت روسياوالولاياتالمتحدة في الاتفاق على اجتماع بين بوتين وترامب، لكن الرئيسين تصافحا وتبادلا التحية على العشاء. وأفادت أنباء بأن ترامب اقترب من بوتين خلال التقاط صور تذكارية جماعية لزعماء العالم، وربّت على كتفه. وكان الرئيسان التقيا للمرة الأولى على هامش قمة مجموعة العشرين، في مدينة هامبورغ الألمانية في تموز (يوليو) الماضي. لكن العلاقات بين بلديهما في أدنى مستوياتها منذ انتخاب ترامب، بسبب الأزمة في أوكرانيا والنزاع في سورية، والاتهامات بتدخل الكرملين في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة لمصلحة ترامب. وفي خطابه، انتقد ترامب «المساعدات الحكومية والأسواق المغلقة وسرقة الملكية الفكرية التي تمنع التبادل الحر الحقيقي»، لكنه أبدى انفتاح بلاده على «مبادلات منصفة» مع أي دولة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وأضاف: «سأضع دائماً أميركا أولاً بالكامل، وأتوقع منكم جميعاً في هذه القاعة أن تضعوا دولكم أولاً». وترك موقف ترامب من التجارة العالمية نظيره الصيني شي جينبينغ، الذي كان الرئيس الأميركي وصفه خلال زيارته الصين بأنه «رجل مميز جداً»، في موقف الدفاع عن موجة العولمة «التي سمحت لبلادي بالخروج من الفقر، وأن تصبح قوة كبيرة خلال ثلاثة عقود، ما شكل مساراً تاريخياً لا تمكن العودة عنه». وأكد الدور الريادي للصين التي «تفرض عوائق أقل على التجارة»، لكنه أقرّ بضرورة تطوير فلسفة التجارة الحرة كي تصبح «أكثر انفتاحاً وتوازناً وإنصافاً، وتخطي مشاكل انعدام التوازن التجاري وخسارة الوظائف وعدم المساواة الاجتماعية». وقبل خطابه، أعلنت الصين أنها ستضاعف إجراءات فتح الأسواق المالية أمام الشركات الأجنبية، وهو مطلب رئيسي للولايات المتحدة ومستثمرين عالميين آخرين يشتكون من القيود المشددة على دخول ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وبعدما تخلى الرئيس ترامب لدى توليه السلطة في كانون الثاني (يناير) عن اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، تعثرت جهود إنعاش الاتفاق بسبب عدم حضور رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قمة «أبيك» للمشاركة في اجتماع مع عشرة زعماء آخرين يهدف إلى الاتفاق على مسار للمضي قدماً من دون الولاياتالمتحدة، وكان سيساعد وفق محللين في مواجهة الهيمنة المتنامية للصين في آسيا. وأعلنت اليابان التي تحشد للاتفاق الذي ينص على إلغاء الرسوم على المنتجات الصناعية ومنتجات المزارع في 11 دولة، ناهز مجموع حجم تجارتها العام الماضي 356 بليون دولار، أن «كندا ليست في مرحلة تسمح بتأكيد زعيمها توصل الوزراء إلى اتفاق، وهو ما حصل». وقال مسؤولون كنديون إن اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ لم يمت، وإنهم ما زالوا على الطاولة في دانانغ. وأشاروا إلى أن أوتاوا لن تهرع إلى اتفاق، إذا لم يكن مفيداً بما يكفي لتحسين الوظائف الكندية.