المحيط الهادئ وبصعوبة، إلى الاتفاق على بيان مشترك حول التجارة الحرة، وذلك في خلاف نادر على وثيقة روتينية. فيما انهمك المفاوضون الأميركيون في مناقشة إجراءات الحمائية. ويلتقي قادة منطقة الهادئ في مدينة دانانغ الفيتنامية هذا الأسبوع، للمشاركة في قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) السنوية. وسيشارك الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ، من بين القادة الكبار المشاركين في القمة التي تضم 21 عضواً، ويلقي ترامب وشي اليوم خطابات، ستحمل ربما رؤى مختلفة لمستقبل التجارة العالمية. وعزت ثلاثة مصادر دبلوماسية مطلعة على المحادثات، السبب إلى أن المفاوضين الأميركيين مصرّون على البقاء ضمن خطوط الشعار «أميركا أولاً»، ويضغطون لمزيد من الكلمات الضامنة للحمائية. وينتقد ترامب اتفاقات التجارة الحرة، إذ يعتبرها «سيئة للوظائف الأميركية»، مفضلاً نظاماً تجارياً «عادلاً ومتوازناً». وأُلغي مؤتمر صحافي في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس، لمناقشة البيان، وواصل المفاوضون العمل حتى ساعة مبكرة من الأمس في مناقشات حامية، سعياً إلى تحقيق اختراق. ولفت مصدر مطلع لوكالة «فرانس برس»، إلى «الشعور الآن بتأثير ترامب في منتدى «أبيك». وأوضح مصدر ثان، أن «لدى الولاياتالمتحدة مخاوف بشأن المسائل المتعلقة بالتجارة الحرة والحمائية». فيما رأى مصدر ثالث، أن «الأمر مشابه لما حصل في مجموعة العشرين»، في إشارة إلى الاجتماع في آذار (مارس) الماضي، عندما تخلى قادة المنتدى الاقتصادي العالمي للمرة الأولى عن تعهد روتيني لإبقاء التجارة العالمية حرة ومفتوحة، تحت ضغط أميركي. وقلّل وزير التجارة الأسترالي ستيفن كيوبو، من أهمية تقارير عن عدم الاتفاق. وساهم وصول ترامب إلى البيت الأبيض في تعزيز المحاولات بقيادة أميركية المستمرة منذ سنوات، لتحقيق تجارة عالمية أكثر انفتاحاً وخفض الرسوم. وإحدى خطواته الأولى بعد توليه منصبه كانت سحب الدعم الأميركي لاتفاق الشراكة عبر الهادئ (تي بي بي)، وهي مبادرة بقيادة أميركية تشمل 12 دولة في المحيط الهادئ، تستثني عمدا الصين المنافس الإقليمي الأكبر لواشنطن. والدول ال11 المتبقية، تسعى منذ ذلك الحين إلى إعادة إحياء الاتفاق، فيما تبرز الصين نفسها كقائد للتجارة الحرة في العالم، وتدفع في اتجاه صيغتها من الاتفاق التجاري. أما المكسيك، فقللت من شأن إطلاق الرئيس الأميركي مسار إعادة التفاوض حول اتفاق التبادل الحر في أميركا الشمالية (الينا)، الذي يجمع على الصعيد التجاري الولاياتالمتحدةوكنداوالمكسيك، معتبرة أن «الحياة ستستمر» بعد هذا الاتفاق. ولدى توجهه إلى فيتنام للمشاركة في القمة السنوية لبلدان آسيا- المحيط الهادئ، أوضح وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراي، أن بلاده «تستعد لفشل المفاوضات المتعلقة باتفاق التبادل الحر في أميركا الشمالية». وأكد في تصريح صحافي أدلى به على متن طائرته، كما جاء في الترجمة التي وزعتها الحكومة المكسيكية، أن «المكسيك أكبر من اتفاق «ألينا»، والحياة ستستمر بعده». وقال «إذا لم نفشل (خلال المفاوضات)، يجب أن نكون مستعدين، لأن التجارة مع الولاياتالمتحدة ستتواصل في إطار قواعد مختلفة»، ملمحاً إلى قواعد منظمة التجارة العالمية. وتعتبر الولاياتالمتحدة اتفاق التبادل الحر في أميركا الشمالية مسؤولاً عن عجزها التجاري مع المكسيك، الذي فاق 64 بليون دولار، ويصرّ ترامب على خفضه. وفي سياق إلغاء التعرفات الجمركية، ارتفعت المبادلات التجارية في شكل كبير، ما فاقم الخلل في الميزان التجاري بين المكسيكوالولاياتالمتحدة، ومنح البلدان الثلاثة فرصة زيادة أحجام الصادرات واستحداث فرص عمل. وازدادت الصادرات المكسيكية إلى الولاياتالمتحدة أكثر من سبع مرات بين عامي 1993 و2016، واقل من ثلاث مرات إلى كندا.