علمت «الحياة» أن المعطيات الفرنسية حول الموقف الإيراني الرسمي من الاستحقاق الرئاسي اللبناني تشير إلى تأييد الحوار الحاصل بين رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون وبين زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، وهي تؤيد استمراره. وهذه المعطيات هي نتيجة اتصالات أجريت على مستوى رفيع بين الفرنسيين والإيرانيين. والانطباع الفرنسي أنه حتى لو لم يقل الإيرانيون ذلك بشكل صريح ومباشر، فهم يؤيدون عون للرئاسة مع الحريري لرئاسة الحكومة. وعلى رغم أن المسؤولين الإيرانيين يبدون اهتماماً بأن يتم احترام موعد الانتخاب الرئاسي في مهلة تنتهي في 25 الجاري (أي منتصف ليل السبت- الأحد)، فهم يدركون أنه لن يتم الالتزام بالموعد وسيشهد بعض التأخر، إنما يرون أنه ينبغي ألا يطول هذا التأخير إلى ما لا نهاية، وينبغي أن تستمر المشاورات بين عون والحريري بشأن الرئاسة. وأكد الجانب الإيراني للفرنسيين أن إيران كانت لعبت دوراً إيجابياً لدفع تشكيل الحكومة اللبنانية كما لعب حوار عون- الحريري دوراً إيجابياً. وأشارت المعطيات الفرنسية إلى أن موقف إيران معقول بالنسبة إلى الرئاسة اللبنانية، كونها ترى أن هناك نوعاً من «معاهدة غير مكتوبة» بين دول إقليمية ودولية عدة بعدم زعزعة استقرار لبنان. وإيران يهمها، بحسب التحليل الفرنسي، ألا تتم زعزعة استقراره لأنها حريصة جداً على من يمثل لها قلب استراتيجيتها الإقليمية في لبنان، أي «حزب الله». لكن المصادر الفرنسية تعتبر أن الموقف الإيراني إزاء سورية «سلبي»، لان إيران لا تزال متمسكة ببشار الأسد. وهي، وفق التحليل الفرنسي، تتخوف من أن تتحول سورية إلى دولة سنية إذا رحل الأسد.