اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تمرّ بمرحلة هي «الأكثر حساسية» منذ حرب الاستقلال بعد الحرب العالمية الأولى، لافتاً إلى أن العالم يشهد «إعادة هيكلة جذرية» من شأنها أن تشكّل «معالم القرن المقبل». وقال إن «التطورات التي تشهدها الشرق الأوسط ليست عشوائية، ولها أبعاد قريبة أو بعيدة تهمّ تركيا». وأضاف خلال لقائه الأسبوعي مع نواب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في البرلمان التركي: «الأحداث التي يشهدها العالم والمنطقة تشير إلى أن هناك عملية إعادة هيكلة جذرية من شأنها أن تشكّل معالم القرن المقبل». ونبّه إلى أن تركيا «تمرّ بمرحلة هي الأكثر حساسية منذ حرب الاستقلال» التي قادها مصطفى كمال أتاتورك ضد قوات أجنبية احتلت أجزاء من الأناضول بعد الحرب العالمية الأولى. ورأى أن «كل حدث» وقع في تركيا خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية، يظهر «أنها فصل من مؤامرة تستهدفها»، مندداً ب «استخدام تنظيمات إرهابية خلال تلك الفترة لإخضاع تركيا، من خلال مشروع يبدأ بمحاولات لإثارة فوضى اجتماعية، ويستمر عبر استهدافها بهجمات إرهابية». وأكد أن بلاده لن «توقف مكافحة الإرهاب». على صعيد آخر، رحّب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم باستئناف محدود لخدمات منح تأشيرات دخول بين أنقرةوواشنطن، مستدركاً أن بلاده لم تمنح الولاياتالمتحدة ضمانات في شأن مقاضاة موظفين في بعثات أميركية في تركيا. وكان البلدان جمّدا منح التأشيرات قبل نحو شهر، إثر توقيف الموظف التركي متين توباز في القنصلية الأميركية في إسطنبول، للاشتباه بصلته بجماعة الداعية المعارض فتح الله غولن، المقيم في الولاياتالمتحدة منذ العام 1999 والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016. وأعلنت السفارة الأميركية في أنقرة أن قرار استئناف خدمات التأشيرات في شكل محدود اتُخذ بعد تلقيها ضمانات «من أعلى مستوى في الحكومة التركية» بأنه ليس هناك أي موظف آخر في البعثة يخضع لتحقيق في تركيا وبأن الأخيرة لن توقف أي موظف بتهمة مرتبطة بعمله. لكن السفارة التركية في واشنطن نفت وجود هذه «الضمانات». وقال يلدرم: «استئناف إجراءات منح تأشيرات دخول بين تركياوالولاياتالمتحدة هو أمر إيجابي». واستدرك قبل مغادرته إلى الولاياتالمتحدة حيث سيلتقي نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ومسؤولين آخرين: «إن مفاوضات نعطي فيها ضمانات للولايات المتحدة أو نطلب منها ضمانات، تتعارض مع مبادئ دولة القانون». وأكد أن تركيا تملك «أدلة قوية» تثبت تدبير غولن محاولة الانقلاب الفاشلة، مطالباً بتسليمه إلى أنقرة. وأبدى قلقاً إزاء اعتقال الولاياتالمتحدة أتراكاً. في السياق ذاته، أفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بأن الادعاء التركي أمر بتوقيف 53 عسكرياً، لمزاعم عن صلاتهم بغولن. وأضافت أن السلطات أوقفت 20 من المشبوهين، في عمليات طاولت 12 إقليماً، وتلاحق 33 آخرين. إلى ذلك، بثّت شبكة «سي أن أن ترك» أن محكمة تركية رفضت أمراً أصدرته محكمة الاستئناف بإعادة محاكمة النائب المعارض أنيس بربر أوغلو، وأيّدت حكماً بسجنه 25 سنة، بعد إدانته بالتجسس على الجيش.