في وقت يستمر الترقب والانتظار مترافقاً مع التروي والهدوء في التعليق على استقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية، بانتظار عودته الى بيروت. أجرى رئيس كتلة «المستقبل النيابية» الرئيس فؤاد السنيورة سلسلة اتصالات هاتفية شملت كلاً من الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان والرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام، إضافة الى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وكانت الاتصالات، وفق المكتب الإعلامي للرئيس السنيورة، مناسبة لاستعراض الأوضاع الراهنة في البلاد وعلى وجه الخصوص في ما يتعلق باستقالة الرئيس الحريري. وشدد السنيورة على «اهمية مقاربة المشكلات الوطنية من زاوية وطنية جامعة وخصوصاً في هذه الظروف الدقيقة». فتفت: مرشحنا واحد هو الحريري وقال عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت بعد لقائه جعجع في معراب: «تشاورنا في التطورات السياسية، لا سيما استقالة الرئيس الحريري الواضحة الأسباب بأن هناك أطرافاً سياسية في البلد تقوم بخلل كبير في الداخل وتحديداً حزب الله، فضلاً عن الشعارات السياسية التي طرحها بعض الأطراف، ما أدى إلى إحباط سياسي لدى الرأي العام أسفر عن رد فعل على كل المستويات، وإلى جانب الخلل الداخلي شهدنا خللاً على مستوى علاقاتنا العربية إذ تراجعنا عن سياسة النأي بالنفس وإعلان بعبدا، عدا عن تجاهلنا القرارات الدولية بما فيها ال1701 وال1559». واستغرب فتفت «إشادة بعضهم بخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ولكن بالنسبة إلي كان نوعاً من دسّ السّم بالعسل، ولو أنه كان خطاباً هادئاً ولكننا لمسنا فيه تهديداً علنياً حين ذكّرنا بأنه اجتمع وبالصدفة بسرايا المقاومة محاولاً تجاهل كل التأثير الإيراني السلبي في الساحتين اللبنانية والعربية، وما يرافقه من اعتداءات على الدول العربية، كما أنه حاول إنكار أي ظرف داخلي لهذه الاستقالة علماً أن الخلل الداخلي هو الأساس لها». وتوجّه إلى كل المسؤولين السياسيين بمن فيهم نصرالله بالقول: «هناك أزمة كبيرة في البلد وعليكم مسؤولية كبرى لتحمُّل أي مسار سلبي تتخذه الأمور في علاقاته العربية والدولية أو العقوبات المقبلة، سواء كانت اقتصادية أم سياسية، على أمل ألا نصل إلى خلل أمني باعتبار أن الأمن مضبوط». ودعا فتفت الرئيس عون «الذي يتمتع بصفة الرئيس القوي إلى استرجاع بعض السيادة اللبنانية التي يستولي عليها حزب الله في لبنان، إذ إنها الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة الحالية، من خلال تشكيل حكومة سيادية تؤمن بسيادة لبنان وتسترجع مقومات الدولة القائمة على وحدة السلاح وفرض سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية واحترامها للقرارات العربية والدولية والنأي بالنفس، وإلا سندخل في نفق أزمة سياسية لن نخرج منه بسهولة». وعمّن سيكون المرشح لترؤس الحكومة السيادية، أجاب: «طبعاً مرشحنا واحد هو الرئيس سعد الحريري والدكتور جعجع يوافقنا الرأي، وهناك إجماع على أنه الوحيد القادر على القيام بهذه المهمة»، مشيراً إلى أن «عودة الرئيس الحريري مرتبطة بظروفه الأمنية». حرب لحكومة حيادية تجري الانتخابات وأسف النائب بطرس حرب «لما آلت اليه الأمور»، مبدياً قلقه «من الغموض الذي يحيط بظروف استقالة الرئيس الحريري». وأعرب عن خشيته من «المضاعفات»، ورجح «ألا يتراجع الحريري عنها». وشدد على «ضرورة التحلي بالحكمة والتعقل والحفاظ على الاستقرار الداخلي». واقترح «تشكيل حكومة حيادية لإجراء الانتخابات النيابية في حال تمسك الحريري باستقالته». وأكد نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت أن «الجماعة كانت ضد التسوية الرئاسية والثنائية وتشكيل الحكومة بهذا الشكل، وما حصل اليوم مع استقالة الرئيس الحريري دليل على صحة موقفها». واعتبر أن «لبنان قائم على توازنات من الصعب ان تسترجع اذا اختل أحدها»، مؤكداً «رفض التدخل الإيراني في لبنان». وقال الوزير السابق عبد الرحيم مراد، بعد لقائه الرئيس نجيب ميقاتي انه بحث معه «في الوضع داخل الطائفة السنية وضرورة لملمة الأمور وقيام تنسيق بين بعضنا بعضاً. وتشاورنا في ما يمكن القيام به لتسوية الأمور والحفاظ على الاستقرار في البلد». وعن لقاء الرئيس الحريري بخادم الحرمين الشريفين، قال: «هذه أمور تخص المملكة العربية السعودية، الملك استقبله والوزير ثامر السبهان ايضاً. ويقال إن الرئيس الحريري عائد الخميس، وربما تتبلور الصورة أكثر».