عشية بدء الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة اللبنانية المقررة غدا، تدافعت المعلومات حول قرب صدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وأكد وزير العمل بطرس حرب أن القرار سيرفع إلى قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية دانييل فرانسين غدا، لافتا إلى أن هذا ما تبلغت به بيروت من لاهاي. وفي سياق التأزم الناجم عن إسقاط الحكومة وتهديد المعارضة بالإتيان برئيس حكومة غير سعد الحريري، حذر مفتي لبنان محمد رشيد قباني في كلمة إلى اللبنانيين من أن "الفراغ في سدة الرئاسة الثالثة لن يكون مقبولاً هذه المرة، والرئاسة الثالثة ليست يداً ضعيفة تُلوَى في كل حين". وفيما تعقد الأكثرية اجتماعا استثنائيا بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وقياداتها اليوم، أعلن رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أن الحريري مرشح لترؤس الحكومة. وأكد كل من الرئيس أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع دعمهما للحريري. على الضفة المقابلة تنتظر الأوساط السياسية ما سيدلي به الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مساء اليوم من مواقف تتصل باستقالة وزراء المعارضة والتسوية السعودية السورية وأفق المرحلة. إلى ذلك، أكد مصدر مقرب من رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق عمر كرامي أمس أنه لم يتم الاتصال بكرامي لطلب منه تشكيل حكومة جديدة. وقال "هناك تداول حاليا باسم كرامي لكن حتى الآن لم يعلن موقفا حاسما من هذا الأمر". وكانت صحيفة "الأخبار" القريبة من حزب الله قالت أمس نقلا عن مصادر في "قوى 8 آذار" إن الشخصية التي ستسميها هذه القوى "ستكون من مدينة طرابلس، مرجحة الاتفاق على تسمية كرامي لرئاسة الحكومة المقبلة. ورفضها لعودة الحريري قرار لا عودة عنه". في موازاة ذلك قال مقربون من رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي، إن ميقاتي "مرشح دائم لرئاسة الحكومة، لكن ليس أي حكومة وفي أي ظرف كان". وحول تداعيات الأزمة اللبنانية، بحث الرئيس السوري بشار الأسد مع النائب اللبناني وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي أمس في دمشق، حول المستجدات على الساحة اللبنانية والوضع في المنطقة، وأهمية الوعي لمخاطر التدخل الخارجي وأن تكون القرارات والحلول بأيدي أبناء المنطقة ومنطلقة من مصالحها. كما رحبت مصر بمقترح رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان "تشكيل لجنة دولية لمساعدة لبنان على تجاوز الأزمة التي يمر بها حاليا". وقال أبوالغيط أمس "إن مصر لا تمانع في المشاركة في هذه اللجنة شريطة تبين مهمتها بشكل واضح".