تونس - ا ف ب - أعلن رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلوسكوني في تونس أمس، تشكيل لجنة فنية تونسية - إيطالية «لدرس» مشكلة الهجرة السرية. وقال في ختام محادثاته مع عدد من كبار المسؤولين، إن وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني «سيبقى في تونس» اليوم «لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مرضٍ بين الطرفين». وكان برلوسكوني اجتمع فور وصوله إلى تونس مع الرئيس الموقت فؤاد المبزع، ثم مع رئيس الوزراء الباجي قائد السبسي. وأعلن أن ايطاليا ستقدم مساعدة مالية لتونس لإفساح المجال أمامها للقيام بمراقبة فعالة لساحلها، من دون إعطاء المزيد من التوضيحات. وأضاف أن «الملف الذي يطرح نفسه في شكل طارئ، بسبب العدد المرتفع للشبان التونسيين الموجودين في إيطاليا ويريدون الهجرة إلى أوروبا». وأوضح أن «تدفق المهاجرين مستمر، وليل السبت - الأحد وصل 800 مهاجر تونسي، ومن هنا ضرورة التوصل إلى حل». وأكد أن «إعادة التونسيين تتم بطريقة متحضرة»، مشيراً إلى أن حكومته «تريد أفضل الحلول، نظراً إلى علاقات الصداقة القوية بين البلدين». وكانت روما أكدت مجدداً وجود اتفاق مع تونس في شأن إعادة المهاجرين السريين التونسيين الموجودين في إيطاليا، رغم نفي وزارة الخارجية التونسية ذلك قبل ساعات. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «إنسا» عن مصدر حكومي، أن «وزيري الداخلية والخارجية روبرتو ماروني وفرانكو فراتيني، اتفقا مع السلطات التونسية على إعادة فورية وتدريجية لكل مواطني شمال أفريقيا الذين وصلوا إلى جزيرة لامبيدوزا هذه السنة، على أساس اتفاق وُقع بين البلدين في آب (اغسطس) 1998 ومُدِّد في كانون الثاني (يناير) 2009». وأضاف المصدر نفسه، أن الوزيرين الإيطاليين توصلا إلى هذا الاتفاق «خلال مهمتهما في تونس في 25 آذار (مارس) الماضي... لكن هذا التعهد لم يُحترم». ومنذ زيارة وزيري الداخلية والخارجية، تتهم السلطات الإيطالية تونس بعدم احترام الوعد الذي قُطع بهذه المناسبة بوقف انطلاق المهاجرين من سواحلها. وكانت وزارة الخارجية التونسية أكدت أنه لم يتم توقيع أي اتفاق في مجال الهجرة السرية مع إيطاليا خلال زيارة الوزيرين قبل أسبوع لتونس، ودعت روما إلى التضامن مع تونس التي تستقبل عشرات آلاف اللاجئين الذين فروا من ليبيا. وقالت الوزارة في بيان: «في ضوء التصريحات التي تداولتها وسائل الاعلام في إيطاليا أخيراً، نقلاً عن بعض الأطراف السياسيين، ومفادها عدم احترام تونس» لهذا الاتفاق، «تشدد الوزارة على أنه لم يتم إبرام أي اتفاق لمناسبة تلك الزيارة». ومنذ إطاحة نظام زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني (يناير) الماضي، وصل نحو 22 ألف مهاجر سري إلى جزيرة لامبيدوزا الايطالية قادمين أساساً من تونس. ووصل أكثر من مئتي مهاجر ليل الاحد - الإثنين إلى الجزيرة الصغيرة التي تم ترحيل نحو 1300 لاجئ آخرين منها، كما أعلنت السلطات المحلية. ورسا مركب ينقل 210 أشخاص في مرفأ لامبيدوزا قبيل منتصف ليل الاحد - الإثنين، بعد وصول أكثر من 600 مهاجر الأحد الماضي في نحو عشرة مراكب. وفي الوقت نفسه، يتواصل إجلاء هؤلاء المهاجرين الذين نقل 1344 منهم على متن عبّارتين إلى مراكز استقبال في جميع أنحاء ايطاليا.