احتفت اثنينية عبدالمقصود خوجة بأستاذة الأدب العربي في جامعة الملك سعود الدكتورة مريم البغدادي، وسط حضور من المثقفين والإعلاميين وقال خوجة: «لم يقتصر عطاء مريم على المجال الأكاديمي أو الشعري، بل تعداه إلى مجال البحوث والتأليف، إذ مكّنتها دراساتها العليا، سواء في القاهرة أو باريس، من الغوص عميقاً في دراسات الأدب الجاهلي هذا التخصص المهم جداً، والذي يكاد يكون مغيباً عن ساحات الدرس، والذي طلعت منه بعدد كبير من الدراسات والأبحاث الأدبية، التي استثمرتها في سبر مجتمع الجاهلية من كل الجوانب»، مضيفاً: «من كتاب «أعراف الزواج العربية قبل الإسلام من النصوص الأدبية»، مروراً «بفلسفة البعث والخلود الموروث الحضاري في الشعر الجاهلي»، إلى آخر نتاجاتها «مقالات في الأدب العربي القديم»، دأبت مريم على أن تولي تخصصها هذا كل رعاية وحرص، بغية تقديم ما يجب أن يكون صورة موضوعية، إلى جانب كتب أخرى عنيت بالأسطورة والملحمة والصورة الشعرية الفنية». وتحدثت البغدادي عن محطات في حياتها وقالت: «كان والدي هو أول أساتذتي الذي بدأ يسقيني المعارف، ويجبرني على تلخيص ما اقرأ أو أسمع من الإذاعة، ثم اهتمام أسرتي بي، ومن ثم من تعلمت على يديهم طوال مسيرتي الدراسية». واستعرضت البغدادي خلال الأمسية، كتابها «مقالات في الأدب العربي القديم - دراسة مقارنة»، الذي بنته على تبيان أثر الفكر الحضاري في تكوين الصورة الفنية، ويضم مجموعة أبحاث منشورة في الحوليات داخل المملكة وخارجها، ويجمع بينها فاعلية الموروث عند العرب القدماء وقالت: «يدور البحث الأول منه حول موضوع الغزل في الجزيرة ومهاجر العربي في بابل وفينيقية وكنعان ومصر القديمة، ويرصد ملامح الفكر المشتركة للفكر الحضاري عند هؤلاء. ويدور بحث آخر من الكتاب حول حيوية الطبيعة، وأبعاد الصورة الفنية والحركة والسكون. والحيوية هي المحور الذي يدور حوله الاعتقاد بقوى الطبيعة في العالم العربي القديم. وثمة بحث آخر يدور حول ظاهرة الضوء، وكيف تناولها المبدع جمالياً من خلال تأمله لنبض الحياة المتمثل في الضوء والصوت. أما البحث السابع فيدور حول القيم الإنسانية في الأمثال والحكم، ويؤكد الثامن على استمرارية تغلغل الموروث والفكر الحضاري في وعي ولا وعي المبدع. أما البحث الأخير فيدرس الدلالة بين الغزل والرثاء عند ابن سناء الملك. وقرأت البغدادي عدداً من القصائد نالت استحسان الحضور، وشهدت الأمسية مداخلات من الرجال والنساء.