} يصف استشاري جراحة عظام واستبدال مفاصل الركبة والحوض الدكتور حسين العامر، جراحة استبدال مفصل الورك بأنها «عملية شائعة»، وينصح المقبلين على هذا النوع من العمليات ب«الثقة بالجراح، والجرأة على الإقدام». وقال العامر في حديث ل«الحياة»، إن العملية «تقوم على استبدال مفصل الحوض المصاب بآخر جديد ليتمكن المريض من القيام بوظائفه كاملة، وخلال العملية يتم استبدال المفصل المصاب بآخر صناعي، بحيث يتم استبدال أطراف العظمتين التالفتين المصابتين من أجل خلق مسطحين حديديين في المفصل. واعتبر أن عملية استبدال مفصل الورك ناجحة جداً في المساعدة على تخفيف الألم وتحسين حياة المريض بحيث يستطيع المشي بشكل منتظم من جديد، وتعد العملية آمنة وتعطي نتائج جيدة، وذلك يعتمد على حداثة التقنيات المستخدمة، وكفاءة الجراحين والكادر الذي يعمل على متابعة حالة المريض وإعادة تأهيله»، مؤكداً نجاحها بنسبة كبيرة. وإلى نص الحوار: متى يجب على المريض أن يتوجه فوراً للطبيب لعمل الكشوف اللازمة؟ - من الأسباب الشائعة لألم مفصل الورك احتكاك وخشونة مفاصل الورك، بل هي السبب الأول والرئيس، وكذلك التهاب المفاصل الروماتويدي، أو احتكاك المفاصل الناتج من الكسور والحوادث، إضافة الى بعض الأمراض مثل مرض الأنيميا المنجلية، أو تعاطي الكحول أو الكورتيزون لفترات طويلة، ما يؤدي إلى قلة وصول الدم إلى رأس المفصل أو إصابة مفصل الفخذ بالخلع أو الكسر، وكل هذه الأسباب تسبب ألماً، وقد يكون الألم مستمراً، أو على فترات متقطعة. ويمكن الشعور بالألم في منطقة المفصل أو الفخذ أو في منطقة المفصل الخلفية، وقد يكون هناك ألم منتقل إلى الركبة، أو المشي لمسافات طويلة ويسبب العرج، إلا أن الألم عادة يبدأ ببطء ثم يزداد سواءً مع مرور الوقت أو زيادة مستويات النشاط، فالمرضى المصابون باحتكاك مفصل الورك يجدون صعوبة في صعود السلالم، أو أثناء خلع الملابس أو ربط الأحذية، وقد يكون الألم شديداً لدرجة أنه قد يزعجه أثناء النوم، وهنا على المريض مراجعة طبيب العظام المختص لإجراء الكشف الدقيق والأشعة اللازمة وتشخيص المرض لتحديد نوع العلاج المناسب. هل هناك إمكان لعدم الوصول إلى الجراحة؟ - العلاج غير الجراحي لاحتكاك مفصل الورك يتم في بداية الاحتكاك، والهدف هو مساعدة المريض على التأقلم مع الألم، والتخفيف منه، حتى يستطيع القيام بواجباته اليومية، لكن في المراحل المتأخرة فإن ذلك لن يفيد كون المفصل مصاب باهتراء شديد، ويؤثر في الحركة ويصاب المريض بعرج واضح مع ميلان في الحوض، وفي النهاية تصاب العضلات بالضعف وتصبح حياة المريض صعبة، بحيث لا يستطيع تحمل المزيد من المعاناة وعندها لا بد من تغيير المفصل. ويشمل العلاج التحفظي الأدوية المسكنة للألم، والعلاج الطبيعي الذي قد يساعد على المدى القصير في تحسين قوة العضلات والتقليل من تيبس المفصل، والعصا والعكاز المساعدة للمشي، وكذلك إنقاص الوزن والذي يمكن أن يساعد في تخفيف الضغط على المفصل. والعملية سهلة، لكن يجب الجلوس مع المريض وشرح العملية له بشكل مفصل وشرح كامل المضاعفات، والإجابة عن جميع استفساراته وتوجيهه إلى ضرورة عمل العلاج الطبيعي والتأهيل بعد العملية واختيار المكان المناسب لعمل العلاج الطبيعي والتأهيل الطبي، وتوقعات المريض أثناء بقائه في المستشفى وحاجاته بعد مغادرته إلى المنزل. وفي بعض البلدان المتقدمة يوجد برنامج تثقيفي للمرضى لمدة ساعتين، يقوم العاملون فيه بتثقيف المرضى والإجابة عن أسئلتهم وتقديم شرح مفصل لما قبل العملية وبعدها، وأهم المضاعفات وكيفية التعامل معها وعلاجها. بعض المرضى يتخوفون من إجراء العملية فكيف يمكن للمريض في هذه المرحلة الحرجة تجاوز مرحلة الخوف هذه؟ - ننصح المرضى المقبلين على جراحة استبدال مفاصل الورك بالجرأة وعدم التخوف من هذه العملية، وهي عملية كبيرة لكنها سهلة في الوقت نفسه، وعليهم الثقة في الجراح والجدية في عمل العلاج الطبيعي بعد العملية، والاستماع إلى تعليمات وإرشادات الطبيب المعالج وضرورة متابعة الطبيب المعالج بصفة دورية. كم نسبة نجاح هذا النوع من العمليات لكل الأعمار؟ - نسبة نجاح العملية جيدة جداً وتصل من 95 إلى 100 في المئة، وتعطي نتائج جيدة في تخفيف الألم بنسبة تراوح بين 85 و90 في المئة، ويعتمد ذلك على ثلاثة عوامل رئيسة هي: ثقة المريض بالجراح الذي سيقوم بإجراء العملية، وعزم المريض على إجراء العملية، والتزام المريض بعمل جلسات العلاج الطبيعي وجلسات التأهيل الطبي والوظيفي للمفصل الجديد، مع توافر طاقم طبي جراحي ووظيفي للقيام بمثل هذه العمليات والتأهيل بعد إجراء العملية. هل تختلف نسبة نجاح العملية من شخص لآخر أو من عمر لآخر؟ - نسبة نجاح العملية تختلف من شخص لآخر، وتعتمد على وجود أمراض بالجهاز العضلي العصبي أم لا، وهل يوجد لديه أمراض بالقلب والشرايين أم لا، وهل يتعاطى أي أدوية مسيلة للدم أو أدوية أخرى، فيما لا يوجد سن معين أو قيود للوزن لاستبدال مفصل الورك بالكامل، وكذلك هل كان المريض قادراً على الحركة قبل العملية أم أنه مقعد، وينصح بإجراء العملية الجراحية في حال وجود ألم شديد عند المريض وسبب له إعاقة في حياته اليومية، وليس للعمر أهمية كبيرة في ذلك، إلا أن معظم المرضى الذين يخضعون لاستبدال مفصل الورك بالكامل هم في عمر ال50 إلى ال80 عاماً، وتم إجراء عمليات استبدال مفصل الورك بالكامل بنجاح لجميع الأعمار من المراهقين الذين يعانون من التهاب المفاصل إلى المسنين الذين يعانون من احتكاك المفاصل، كما يمكن إجراء العملية للأعمار أقل من 20 عاماً إذا اقتضت الضرورة. ما مدى قدرة الفرد على ممارسة حياته العملية والطبيعية بعد إجراء العملية؟ - معظم الأشخاص الذين خضعوا لجراحة استبدال مفصل الورك يقل لديهم ألم الورك بشكل كبير، وتتحسن قدرتهم على أداء أنشطة الحياة اليومية بشكل كبير، لكن مع ممارسة النشاطات اليومية المفرطة، فإن مادة البولي إيثيلين البلاستيكية تبدأ بالاهتراء والنشاط المفرط أو زيادة الوزن، إذ يسرع هذا الاهتراء ويتسبب في خسارة عملية استبدال مفصل الورك ويصبح هناك ألم، ولتفادي ذلك ينصح بعدم القيام بالأنشطة ذات التأثير الكبير مثل الجري والركض والقفز أو غيرها من الرياضات ذات التأثير العالي. أما الأنشطة اليومية المناسبة بعد استبدال مفصل الورك الكلي تشمل المشي والسباحة والقيادة، وركوب الدراجات مع اتباع التعليمات، ويمكن لعملية استبدال مفصل الورك أن تستمر من 15 إلى 20 عاماً. كم نسبة الزيادة في هذا النوع من العمليات سنوياً؟ - هناك إقبال كبير جداً على هذه العمليات، وتبلغ نسبة الزيادة في دول شمال أميركا تقريباً 5 آلاف عملية استبدال لمفصل الورك سنوياً. ما مدى حدوث مضاعفات لهذا النوع من العمليات، وما هي الأسباب والحلول؟ - تتمثل المضاعفات بعد عملية استبدال مفصل الورك في حدوث تجلطات الدم بنسبة واحد إلى اثنين في المئة، لذلك نقوم بإعطاء المريض أدوية مسيلة للدم لمدة 35 يوماً بعد العملية، وورم وانتفاخ حول المفصل أو الجرح، فضلاً عن حدوث التهاب بنسبة واحد إلى اثنين في المئة، لذلك نقوم بإعطاء المريض مضاداً حيوياً قبل وبعد العملية، كما يحدث أيضاً بعد العملية تخلخل وعدم ثبات المفصل ما قد يؤدي إلى وجوب إعادة العملية، أو تيبس في المفصل نتيجة تكون التصاقات، لذلك ننصح المريض بضرورة إجراء جلسات العلاج الطبيعي والتأهيل، وكسر في عظمة الفخذ والذي يحتاج إلى تثبيت الكسر ومن ثم زرع المفصل الجديد، وقصر طول الرجل والذي تحتاج إلى تطويل في الحذاء الذي يلبس لتعويض القصر الناتج وهذه من المضاعفات الشائعة، كذلك الحساسية من المفصل الصناعي ما قد يستوجب تغيير المفصل، وخلع متكرر للمفصل بعد العملية نتيجة للجراحة نفسها، أو ضعف في العضلات ما يستوجب إعادة إجراء العملية. ما هي أهم الأمور التي يجب أن يفصح عنها المريض للطبيب قبل إجراء العملية؟ - لا بد للمريض أن يفصح عن تاريخ سجله المرضي من حيث إصابته بأي أمراض معدية، أو مزمنة مثل أمراض القلب والسكري والضغط، لكي يتمكن الطبيب من تحويل المريض للطبيب المناسب لتجهيزه للعملية، كذلك استعماله لأدوية مسيلة للدم لأنه يتوجب عليه إيقافها لمدة خمسة أيام قبل العملية وعمل فحوص للدم للتأكد من أي مشكلات أو مضاعفات قبل العملية، فضلاً عن مقدرة المريض على الحركة والمشي قبل العملية من عدمها واستعماله لأي أدوية أخرى، ومدى موافقته لإجراء العملية وقابليته لإجراء العلاج الطبيعي والتأهيل بعد العملية. متى يصبح إجراء العملية ملزماً للمريض؟ - يلزم المريض إجراء مثل هذه العملية في حال وجود ألم الورك الشديد الذي يعوق الأنشطة اليومية مثل المشي أو الانحناء أكثر من 8 إلى 10 بحسب معايير تقدير الألم، كذلك ألم الورك الذي يستمر أثناء الراحة أما ليلاً أو نهاراً، أو الذي يقلق المريض أثناء نومه، أو تيبس في الورك يحد من القدرة على التحرك، أو رفع الساق وذلك يحدد في حركة مفصل الورك، كذلك قصر المسافة التي يمشيها المريض بسبب الألم واستمرار الألم بعد أخذ العقاقير المضادة للالتهاب وعمل العلاج الطبيعي أو استخدام دعامات للمشي مثل العصا. ما هو الجديد في عالم جراحة واستبدال مفصل الورك؟ - الجديد في هذا العالم هو التطور الملحوظ في أدوات ومزروعات مفصل الورك مع تطور التقنيات والعمليات في إجراء هذا النوع من العمليات، كذلك تطور الأدوية المعطاة بعد العملية وتطور أساليب العلاج والتأهيل الوظيفي بعد العملية. متى يرفض الطبيب إجراء العملية للمريض وما هي الأسباب؟ - يرفض الطبيب إجراء العملية للمريض حال عدم ثقته بالطبيب الجراح، أو عدم جديته في إجراء العملية، أو عدم جديته لعمل العلاج الطبيعي أو التأهيلي بعد العملية، أو إخفاء معلومات من المريض كإصابته بأمراض مزمنة أو استعماله لأدوية مسيلة للدم، أو أي معلومات تفيد الجراح قبل أو بعد العملية.