قال الدكتور أنطوني جوزيف طبيب جراحة العظام والمفاصل الحاصل على البورد الأمريكي إن زراعة المفاصل الصناعية تعد من العمليات الشائعة في جراحات العظام والمفاصل حول العالم. موضحاً أنها أصبحت تجرى بسهولة للمرضى الذين يعانون من تآكل (احتكاك) في أحد مفاصلهم، حيث يكون التآكل شديداً مما يعيق المريض أو المريضة من ممارسة الحياة بشكل طبيعي نظراً لشدة الألم والتي تجرى في مفصل الركبة أو الورك بحسب شكوى المريض. استمرار الخشونة واتباع الجلوس يزيد من المضاعفات وأفاد الدكتور جوزيف أن المريض في العادة يشكو من ألم حاد لفترة من الوقت يعالج خلالها بالأدوية ولكن بعد فترة يصبح المريض غير قادر على تحمل ذلك الألم، ويلجأ إلى الجلوس معظم الوقت فيصبح غير قادر على الحركة، وهذا بالطبع يزيد خطورة حدوث مضاعفات أخرى نتيجة قلة الحركة. وعادة في مثل هذه العمليات سواء زراعة مفصل الورك أو الركبة يتم إزالة الأجزاء المتآكلة من المفصل وزراعة مفاصل كاملة مكانها بحيث تقوم بالدور الوظيفي المفقود لدى المريض، فيزول الألم ويتمكن المريض من الحركة الطبيعية. علاج التآكل لكبار السن وأشار الدكتور جوزيف إلى أن تلك العمليات تجرى عند المرضى المتقدمين بالعمر نتيجة لتآكل متقدم في مفاصل الركبتين أو الوركين مما يؤدي إلى فقدان الدور الوظيفي لتلك المفاصل الطبيعية وزيادة الآلام التي تصبح غير مستجيبة للعلاجات الأخرى وهناك بعض الحالات التي يتم فيها أجراء مثل تلك العمليات في سن مبكر وهي بعض مرضى الروماتيزم (الداء الراثواني) في مراحله المتقدمة ومشكلات الفخذ والركبتين والكسور القديمة، وبعض حالات تشوهات الكسور، أو حالات نقص تروية رأس عظم الفخذ، وعادة يمارس المريض حياته الطبيعية في اليوم التالي للعملية فيبدأ بالمشي التدريجي، ويخرج من المستشفى بعد التأكد من علامات المريض الحيوية. مضيفاً بأنه تم توفير أحدث التقنيات الحديثة في مجال استبدال المفاصل للصغار الذين يحتاجون إلى استبدال الفخذ والركب. زيارة الطبيب في حال الشك في وجود التهاب في المفصل وينصح الدكتور جوزيف بزيارة الطبيب في حال الشك بوجود التهاب في المفاصل عند ظهور الأعراض التي يشعر بها المريض كألم مزمن ومتزايد في المفاصل يزداد مع التمرينات أو رفع أي أوزان، موضحاً أنه من الأعراض أيضاً أن يكون هناك انتفاخ في المفاصل، أو انخفاض في مجال حركة المفصل. وتصلب المفاصل خاصةً في الصباح. كما أن زيادة الوزن أو تقوس الركبتين إلى الداخل أو الخارج والإصابة بالأمراض المزمنة مثل الاحتكاك الروماتيزمي أو النقرس يمثل جهداً إضافياً على المفصل ويؤدي إلى تآكله. التشخيص السليم المدخل الأول للعلاج وأوضح استشاري العظام الأمريكي أنه عند تشخيص الألم يقوم الطبيب بالحصول على أشعة لإظهار صورة المفصل بشكل كامل، حيث تساعد الطبيب على التشخيص السليم عند استبدال الركبة وتحديد وضع المفصل الصناعي، إضافة إلى إجراء رسم القلب الكهربائي ومقابلة طبيب التخدير لمعرفة أفضل أنماط التخدير التي تناسب المريض وإجراء أشعة على الصدر وتحاليل الدم، ويتم إلزام المريض ببعض التغييرات في المنزل قبل جراحة استبدال المفاصل وذلك لأهميتها بعد إجراء العملية مثل تركيب مساكات لليد في الحمام لمساعدة المريض في الوقوف أثناء الاستحمام بالإضافة إلى مسكات تركب بجانب مقعد الحمام. مفاصل أقوى دون ألم وقال الدكتور جوزيف أن الفائدة الرئيسة للمفصل الصناعي هي زوال الألم المستمر، وشعور المرضى بأن الطرف أصبح أقوى من قبل، وأن الحركة غير مؤلمة، علاوة على التحسنً في حركة المفصل، ففي حالة مفصل الكتف الصناعي والكوع يلاحظ المريض أنه يستطيع بعد العمل الجراحي دون مساعدة ويستطيع رفع الأشياء بشكل أفضل مع تحسين شكل الساق وتعديل الإعوجاج. النتائج مضمونة بوجود الخبرات والإمكانيات وأشار الدكتور جوزيف أن هناك كثيراً من النقاط التي يجب مراعاتها أثناء العمل الجراحي إلا أن التطورات الأخيرة في مجال المفاصل الصناعية ووجود نخبة من الجراحين وازدياد الخبرات في ذلك جعلت نتائج العمليات أفضل بكثير من ذي قبل ومضمونة، وأصبح بإمكان كثير من المرضى ممارسة حياتهم بشكل قريب جداً إلى المستوى الطبيعي، ما يجنبهم الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين في قضاء حاجاتهم، وكذلك يجنبهم الآلام الكبيرة التي كانوا يشعرون بها من قبل. تجنب عناء السفر وقال الدكتور جوزيف إنه لا يوجد حاجة الآن للسفر للخارج لوجود الكفاءات والخبرات والإمكانيات الطبية كما ذكرت سلفاً لإجراء عمليات استبدال المفاصل الصناعية الأمر الذي أدى إلى سهولة إجراء عمليات تغيير المفاصل في المملكة، وهذا يجنب المريض وعائلته عناء السفر ويوفر تكاليف العملية الباهظة في الخارج. وتحتاج العملية إلى متابعة بين المريض والطبيب، وخصوصاً في فترة الأشهر الثلاثة الأولى بعد العملية.