جيمس بوند هو أول ما يتبادر الى أذهاننا عندما نتكّلم عن سيارات أستون مارتن، التي ارتبطت في شكل وثيق مع شخصية العميل السري البريطاني «007». إذ لم تجسّد أي سيارات أخرى معاني القوة والتقنيات المتطورة مثلما مثلت عروض أستون مارتن في أفلام الجاسوسية الأشهر في العالم، لدرجة أن بعض هذه الطرز كان يصنّع حصرياً لهذه الأفلام. أما آخر ما أنتجته مصانع غايدون البريطانية فتمثّل بطراز DB11 المزوّد بمحرّك جديد سعة 5.2 ليتر من فئة V12 وبشاحني هواء «توربو»، والذي إنضم إلى سلسة عروض أستون مارتن في خريف العام الماضي. ولم تتوقّف أستون مارتن عند هذا الحدّ، إنما فتحت باباً جديداً من التعاون مع الصانع الألماني مرسيدس- بنز من خلال إستعانتها بمحرّك V8 أنتجه الفرع الرياضي AMG بسعة 4 ليترات مع شاحني هواء توربو، تأمل من خلاله العلامة البريطانية ورئيسها أندي بالمر باستقطاب شريحة كبيرة من محبي الصانع المتخصص بالطرز سوبر الرياضية وعشاقها. توجّهت «الحياة» إلى مدينة تورنت الإسبانية لإكتشاف DB11 والاطلاع على أبرز مميزاتها، متذكرة أن تاريخ أستون مارتن يعود إلى عام 1913، لكن المحطة الأبرز بتاريخها كانت في عام 1947 عندما تسلّم الصناعي ديفيد براون دفة قيادتها بعد الحرب العالمية الثانية، وأطلق طرازي DB1 و DB2 وصولاً اليوم الى DB11 التي ستساهم من دون شك في تحسين أوضاع الشركة التي تعيش أفضل أيامها من خلال تحقيقها أرباحاً بلغت 21.1 مليون جنيه استرليني في النصف الأول من عام 2017 قبل احتساب الضرائب، في مقابل خسائر تجاوزت 82 مليوناً في النصف الأول من عام 2016. تستفيد أستون مارتن DB11 من تصميم يخطف الأنفاس، ويبرز في المقام الأول المقدّم الملفت ومصابيحه الرئيسة التي تضفي لمحة هجومية لافتة وتميل إلى الهيئة الدائرية نسبياً، إلى جانب شبك تهوئة أمامي كبير يغلب عليه الدعامات الأفقية، ويعلوه غطاء محرك كلاسيكي طويل بخطوط مموجة وفتحات تهوئة ذات طابع مفتول العضلات. في حين يغلب على الجوانب الطابع الديناميكي، لاسيما مع خط السقف المنحني بشدة في إتجاه المؤخّر وفتحات التهوئة الجانبية على الرفاريف الأمامية والعجلات الكبيرة. وتتمثل أبرز الخصائص التصميمية بالجنيح الإفتراضي الذي يغذّى عبر فتحات تهوئة مثبتة على قاعدة كل عامود من أعمدة C. وهو يُعرف بالشفرة الأيرودينامية AeroBlade التي تعيد توجيه الهواء عبر جسم السيارة قبيل خروجه من تجويف خاص بغطاء صندوق الأمتعة الخلفي، ما يحسّن من معدلات الضغط العامودي على السرعات العالية، وتنتفي معها الحاجة إلى اعتماد جانح تقليدي للسيارة. تستعين مقصورة DB11 المزوّدة بمحرّك V8 بتصميم أنيق وبسيط للغاية بعيداً من أي تعقيدات، وسط مكونات عدة عالية الجودة وكسوات جلدية الفاخرة تتضمن جلود ألكانترا على بعض المواضع، وخيوطاً مطرزة متناقضة في تناغم تام، وغيرها من آليات الترف. وقد جاء الكونسول الوسطي عريضاً مع فتحتي مكيّف مستطيلتين تقعان بين شاشة النظام المعلوماتي الترفيهي وأزرار التحكّم. وخلف المقود ثلاثي الأذرع متعدد الإستخدامات، تقبع لوحة عدادات تضم شاشة فئة TFT قياس 12 بوصة، فضلاً عن توافر أخرى للنظام المعلوماتي الترفيهي في أعلى لوحة القيادة من 8 بوصات، مع واجهة عاملة باللمس يمكنها التعرّف إلى الأحرف، كما تدعم الإيماءات واللمسات المتعددة. يضاف إلى ذلك نظام ملاحة متطور ونظام صوتي عالي النقاء. وبات صندوق الأمتعة أكبر حجماً يستوعب حقيبتي سفر كبيرتين وأخرى صغيرة. محرّك نشط زوّدت DB11 بمحرّك V8 مع شاحني هواء توربو سعته 4 ليترات، يولّد قدرة 510 أحصنة عند 6000 د.د إضافة إلى 675 نيوتن متراً من عزم الدوران عند سرعات تتراوح ما بين 2000 و5000 د.د، ليتمكّن من بلوغ سرعة من صفر إلى 100 كلم/س خلال 4 ثوانٍ و 300 كلم/س كسرعة قصوى، علماً أن نسبة إنبعاثاته من غاز ثاني أوكسيد الكربون تبلغ 230 غ/كلم وإستهلاكه من الوقود 28 ميل/غالون. ويتصل هذا المحرّك بعلبة تروس أوتوماتيكية من 8 نسب. كذلك إستعانت DB11 بالجيل الأحدث من أنظمة التعليق والهيكل والتوجيه والأنظمة الإلكترونية. كما يمكن للسائق الاختيار ما بين وضعيات قيادة متعددة، منها GT وSport وSport Plus، علماً أن المحرّك الجديد نال تقنيات التشغيل والإبطال الآليين، ما ينعكس إيجاباً على معدلات إستهلاك الوقود ومستوى الإنبعاثات الكربونية. جاهزة تقنياً ... ولكن زوّدت V8 DB11 بمجموعة من الأنظمة المتطوّرة التي تساهم بتحويل عملية القيادة إلى متعة وتسلية مع مزيج من عوامل الأمان والسلامة. ومن هذا المنطلق صمم مهندسو أستون مارتن كرسي محرّك جديد يتكيّف مع نظام حوض الزيت لإمكان خفض موقع المحرّك إلى أدنى درجة ممكنة، ليصبح بذلك مركز الثقل منخفضاً ما يساهم بثبات DB11 وتماسكها إلى جانب الحصول على توزيع وزن مثالي يبلغ 49-51 في الجهتين الأمامية والخلفية في مقابل 51-49 للنسخة المزوّدة بمحرّك V12. كذلك أعاد مهندسو الشركة البريطانية برمجة المحرّك ووحدة التحكّم الإلكتروني بالسيارة وتخطيط صمام الخانق لدواسة الوقود، لضمان امتلاكه الإحساس والصوت الشديد الأهمية بالنسبة إلى عشاق الأداء الرياضي وأستون مارتن. أيضاً، زوّدت هذه المركبة بنظام التحكّم الديناميكي بالثبات DSC، ونظام الفرامل المقاومة للانغلاق ABS الذي يمنع إقفال العجلات تحت الفرامل، وبالتالي المحافظة على التحكّم بالتوجيه في مختلف الظروف، ونظام التوزيع الإلكتروني لقوة الفرملة EBD بين المحورين الأمامي والخلفي لتجنّب إقفال العجلتين الخلفيتين، نظام مساعدة الفرامل الهيدروليكية، نظام توجيه العزم الديناميكي DTV الذي يوزّع العزم على كل عجلة وفق الحاجة، نظام التحكّم بالجر، والتحكّم بالانطلاق. يذكر أيضاً أن DB11 جُهزت بمكابح بقياس 400x36 ملم في الجهة الأمامية مع ستة مكابس، وأخرى بقياس 360x32 ملم مع أربعة مكابس في الجهة الخلفية. واللافت أن طراز DB11 المزوّد بمحرّك V8 فتح الباب أمام مزيد من عشاق العلامة البريطانية، باعتبار أنه يملك مقومات نجاح عدة تجعل منه لاعباً أساسياً وخياراً محبباً في فئة عروض الكوبيه رياضية النفس. وتتراوح هذه المقومات ما بين المحرّك الجديد الذي أثبت فعاليته والتصميم المثير والديناميكي وتشكيلة من التجهيزات التي تتوافق مع أذواق الزبائن. لكن برأيي، جاءت المقاعد الخلفية صغيرة للغاية في وقت تفتقر فيه DB11 إلى أنظمة إلكترونية متطورة عدة غير تقليدية تحسّن عوامل السلامة والأمان. باختصار المحرّك عدد الإسطوانات V8 مع شاحني هواء توربو السعة (ليتر) 4.0 القدرة (حصان/د.د) 510 / 6000 العزم (نيوتن متر/د.د) 675 / 2000- 5000 المقاييس الطول (ملم) 4750 العرض (ملم) 1950 الارتفاع (ملم) 1290 طول قاعدة العجلات (ملم) 2805 نقل الحركة علبة التروس أوتوماتيكية من 8 نسب الأداء السرعة القصوى (كلم/س) 300 تسارع من صفر إلى 100 كلم/س (ثوانٍ) 4 معدّل استهلاك الوقود (ميل/غالون) 28 نسبة انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون (غ/كلم) 23 مقارنة V8مع شاحني هواء V12 مع شاحني هواء السعة (ليتر) 4.0 5.2 القدرة (حصان) 510 600 العزم (نيوتن متر) 675 700 التسارع (ثوانٍ) 4 3.9 السرعة القصوى (كلم/س) 300 322 معدّل الإستهلاك (ميل/غالون) 28 34-35 الانبعاثات (غ/كلم) 230 310