أكدت حركة «حماس» أمس الوقوف الى جانب «الشقيقة سورية» بعدما نوّهت ب «احتضان سورية قيادة وشعباً المقاومة الفلسطينية في أحلك الظروف»، إضافة الى صمود دمشق «أمام كل الضغوط للتمسك بدعم نهج المقاومة». من جانبها، أكدت أنقرة أمس رفضها «أي سلوك أو تصرف» يساهم في المس باستقرار سورية، مجددة «الدعم الكامل» للإصلاحات التي يقوم بها الرئيس بشار الاسد. وجاء في بيان أصدرته «حماس» امس ازاء الاحداث الحاصلة في سورية ان «سورية قيادة وشعباً وقفت مع مقاومة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، واحتضنت قوى المقاومة الفلسطينية خصوصا حماس، وساندتها في أحلك الظروف وأصعبها، وأخذت الرهانات والتحديات والمخاطر الكبيرة، وصمدت أمام كل الضغوط من أجل التمسك بدعم نهج الممانعة والمقاومة في المنطقة، وإسناد فلسطين وشعبها ومقاومته خصوصاً، والوقوف في خندق الأمة ومصالحها». وإذ أعربت عن الأمل في ان تتجاوز سورية «الظرف الراهن بما يحقق تطلعات الشعب السوري وأمانيه، وبما يحفظ استقرار سورية وتماسكها الداخلي ويعزز دورها في صف المواجهة والممانعة»، أكدت «حماس» في بيانها «وقوفنا الى جانب سورية الشقيقة قيادة وشعباً». ونقلت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) امس عن الناطق باسم وزارة الخارجية التركية قوله ان أنقرة «تولي اهتماماً بأمن الشعب السوري واستقراره ورفاهيته بالقدر الذي توليه لشعبها، وأنها لا يمكن أن تقبل أي سلوك أو تصرف يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سورية أو يلحق الأذى بإرادة الإصلاح في هذا البلد الصديق». وأضاف في بيان امس: «إننا في تركيا نؤمن إيماناً راسخاً بمدى الاهتمام الذي توليه الدولة والقيادة في سورية لتلبية مطالب الشعب»، مجدداً دعم أنقرة «الكامل والقوي لما قدمه الرئيس الأسد في ما يخص الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وثقتها التامة بأن القيادة السورية تقوم بدور ريادي في هذا المجال». وزاد: «لا يمكن تركيا في ظل هذه المرحلة الدقيقة والحساسة أن ترضى أو تقبل إطلاقاً بأي سلوك أو تصرف يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سورية أو يلحق الأذى بإرادة الإصلاح في هذا البلد الصديق والشقيق»، لافتاً الى ان دمشق «ستبدأ في القريب العاجل برنامج الإصلاحات لتلبية آمال الشعب السوري وتطلعاته». وكانت «سانا» نقلت مساء اول من امس عن مسؤول قوله ان «مجموعة مسلحة اعتلت أسطح بعض الأبنية في مدينة دوما (قرب دمشق) بعد ظهر (اول من امس) وأطلقت النار على مئات من المواطنين كانوا يتجمعون في المدينة وكذلك على قوات الأمن، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والأمن». وبعدما اشار الى ان «الجهات الأمنية تلاحق أفراد المجموعة المسلحة التي روعت الأهالي عبر إطلاق الرصاص بشكل عشوائي»، اشارت الى ان «عدداً من أبناء مدينة دوما اكد ان مجموعات مسلحة وأخرى تقوم بالتحريض وإثارة الفتنة جالت في المدينة وروعت الناس واطلقت النار عشوائياً في أماكن التجمعات». ونقلت «سانا» عن المحامي ياسر سريول من أهالي مدينة دوما قوله ان «المجموعة المسلحة جابت شوارع المدينة مستخدمة الدراجات النارية وأطلقت النار عشوائياً»، مؤكداً ان «أهالي المدينة قبضوا على بعض المسلحين وسلموهم الى الجهات الامنية». ونقلت ايضا عن حسن الباشا قوله: «أن عدداً من المسلحين اعتلى أسطح الأبنية وأطلق النار على المواطنين في الشوارع، وأن ابن عمه قتل برصاص هؤلاء بينما كان يغلق محله ويستعد للذهاب إلى بيته، كما أصيب عدد آخر من المواطنين بجروح». وبحسب بيان «سانا»، فإن الطالب الجامعي من أبناء المدينة حسن نجار «أكد ان مجموعات من الغرباء عن مدينة دوما قامت بعد ظهر (الجمعة) بأعمال شغب وحرضت الأهالي على التظاهر»، موضحاً ان «بعض التجمعات التي جابت المدينة لم يكن سلمياً إطلاقاً، وكان توجهه واضحاً بهدف إثارة البلبلة، إلا أن ابناء المدينة لم يستجيبوا وحرصوا على عدم الانجرار وراء هؤلاء». وتابعت «سانا» في بيان: «أحد أبناء المدينة رأى بعينه مسلحين يطلقون النار باتجاه قوات الشرطة والأمن أثناء نزولها من السيارات الخاصة بها، علماً أن القوى الأمنية لم تستخدم السلاح، وكان من الواضح أنها تريد استيعاب الوضع والحفاظ على الهدوء»، مضيفا أن «بعض هؤلاء اعتدى على رجال الأمن بالسكاكين». وأشار المصدر الى ان «مجموعة مسلحة أطلقت النار على تجمع للمواطنين في منطقة البياضة (في حمص وسط البلاد)، ما أدى إلى مقتل فتاة». وزاد: «تعرض بعد ظهر اليوم (الجمعة) أحد الجنود المكلفين حراسة إحدى التشكيلات العسكرية في درعا (جنوبي البلاد) إلى إطلاق نار من جانب بعض الشبان المسلحين الذين حاولوا الاستيلاء على سلاحه، فأصيب المجند في صدره إصابة بالغة، وجرى تبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابة أحد المهاجمين وجرح آخرين». الى ذلك، نفى المدير العام للجمارك في سورية مصطفى البقاعي ما تناقلته بعض الفضائيات عن إغلاق عدد من المعابر الحدودية، وقال في تصريحات اول من امس: «أن الحركة في جميع المعابر الحدودية بين سورية والدول المجاورة تسير بشكل طبيعي ومنتظم، سواء بالنسبة الى المسافرين أو حركة الشحن».