اتهم رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت اليوم (الخميس) الخرطوم بأنها «مصدر السلاح» في الحرب الجارية في بلاده، في حين رد عليه الرئيس السوداني عمر البشير بان الخرطوم تتبنى «نهجاً ايجابياً» تجاه جيرانها. ووجه سلفاكير الاتهامات الخطرة في ثاني ايام زيارته التي تستمر يومين الى الخرطوم. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع البشير في الخرطوم ان «كان هناك شخص يمكن ان يتهم الاخر، فأنا يمكنني أن أتهم السودان» مؤكدا أن الجارة الشمالية هي «مصدر السلاح الذي يصل الى جنوب السودان ويتسبب لنا بالمشكلات». وتأتي تصريحات سلفاكير الهجومية غداة اعلان البشير ان الخرطوم تنوي حل القضايا العالقة بين البلدين والمضي قدما في تطوير علاقتهما. وقال البشير لسلفاكير أمس إن «السودان يدعم شعب جنوب السودان وفتح اراضيها لنقل المساعدات الانسانية لجنوب السودان، وسيضاعف أيضا جهوده لاقرار السلام» هناك، بحسب ما ذكرت «وكالة الانباء السودانية» الرسمية. وتهدف زيارة سلفاكير اساساً الى حل القضايا العالقة بين البلدين بما في ذلك الاتهامات المتبادلة بدعم المعارضين. وبسبب عدم حسم هذه القضايا، ظلت العلاقة بين الخرطوم وجوبا متوترة منذ انفصال جنوب السودان في العام 2011. وتتهم الخرطوم جارها الجنوبي بدعم المتمردين الذين يقاتلونها في اقاليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وفي الوقت ذاته، يتهم جنوب السودان الخرطوم بمساندة تمرد رياك مشار في الحرب الأهلية المستمرة هناك. وجدد سلفاكير اتهامه للخرطوم بانها تستضيف جماعة مشار. وقال ان مناصري «مشار بعد ان فروا من جنوب السودان وصلوا الى هنا ويمكنني ان اعطي اسماءهم الآن». وتلقى مشار بالفعل علاجا طبيا في الخرطوم في وقت سابق من العام الحالي. من جهته، أكد البشير تبني الخرطوم سياسة عدم التدخل في شؤون اي دولة، مشيراً إلى نتائج تجارب السودان السابقة في دعم مجموعات معارضة في تشاد واثيوبيا واريتريا. وتابع ان أي تدخل في شؤون دول الجوار ستتسبب بزيادة معاناة «المواطنين على جانبي الحدود» ويتسبب بانعدام الأمن. لهذا السبب «اتخذنا في السودان قراراً بعدم دعم أي حركة ابداً ونتبنى نهجاً ايجابياً للتعاون مع هذه الدول».