عندما قرأت عن السيدة الإماراتية دانة الحمادي منذ أشهر، حين أعلنت عن عزمها القيام برحلة للقطب الجنوبي، فتشت عن سيرتها، فوجدتها سيدة تشبه معظم السيدات «المحتزمات» بالطموح والعزيمة، فهي أم ولها أبناء، وسهّل عليها المهمة داخلياً دعم زوجها وأبنائها الصغار وخارجياً المؤسسات الداعمة لهذه الرحلة. اليوم عادت دانة الحمادي للظهور أمامي هذه المرة من القطب الجنوبي المتجمّد وهي ترفع راية بلادها، وتحكي دانة عن سير رحلتها البعيدة، والتي تضمنت اجتياز بحار العالم الخطرة ضمن حركة أمواج مرتفعة ومتغيرة، واكتشافات الفرقة التابعة لمظاهر الحياة الطبيعية هناك، وخاصة ما يتعلق بالحيوانات البحرية كالدلافين والحيتان والبطاريق، اضافة لأهم مشاهدة في القطب الجنوبي، وهي ظاهرة ذوبان الجليد، وهذه الظاهرة التي تدق جرس التغير المناخي الخطر. ووعدت دانة بأنها ستشارك في إعداد الشباب والشابات الإماراتيين الذين سيقومون بنفس الرحلة العام القادم. الذي لفت نظري من كل هذا هو التعليق الذي علّقه احد المسؤولين على هذه الرحلة التي رتب لها نادي تراث الإمارات وأهميتها، لقد قال: «إن هذه النشاطات جاءت لدعم مشاركة المرأة الإماراتية في العديد من الفعاليات على المستوى الدولي»، وعلى الرغم أن كلمة الدعم هذه على مستوى اللهجة الدارجة تعني الدهس والدعس والسحق، إلا أن استخدامها هنا لا يعني دهس ودعس وسحق المرأة وكرامتها وحقوقها، بل إن صورة سيدة إماراتية ترفع علم بلادها فوق بقعة صعبة المراس مثل القطب الجنوبي هي صورة تجعل من صورة المرأة في هذا المجتمع تستحق الحسد، فأول ما تصورته أنا حين شاهدت دانة، هو كيف سيراها أبناؤها وزوجها، وكم سيكونوا فخورين بهذه الأم التي لن تكون صورتها وهي تسحق المتاعب وتعتلي الصعاب بهمة وذكاء وسعة معرفة سوى نموذج يحثّ كل كسول ويحرض كل مغامر على تحقيق حلمه ويعمق إيمانه بعدم وجود المستحيل. تُذكّرني صورة دانة التي مارست رياضة رفيعة الشأن، بملف الرياضة لدينا في مدارس البنات، هذا الملف العجيب الذي يحتاج العقل فيه إلى أن يمارس رياضة القفز على الحواجز والدوران السريع والغوص، ليفهم كيف تمنع فتياتنا من التريض في مدرسة كلها بنات؟ لن أزيد، لن أقول لكم تقارير صحية وأمراض سكر، لا نحتاج كل هذا، نحتاج فقط إلى أن ننتبه من الضغط لأن هذا الملف يرفع الضغط. [email protected]