قصف الاحتلال الإسرائيلي أمس (الاثنين) نفقاً يجري حفره عبر حدودها في شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل سبعة ناشطين فلسطينيين، وإصابة 14 آخرين على الأقل. وقالت حركة «المقاومة الإسلامية» (حماس) إن «إسرائيل أقدمت على محاولة يائسة لتخريب جهود استعادة الوحدة الفلسطينية»، في إشارة إلى اتفاق المصالحة الذي توصلت إليه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هذا الشهر. من جهته، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، إن «جيش الدفاع الإسرائيلي لا ينوي تصعيد الموقف، لكنه مستعد لمواجهة مجموعة متنوعة من السيناريوهات. هناك افتراض (واقعي) بأن هذا ليس النفق الوحيد الذي تسعى منظمات إرهابية فلسطينية لحفره». وذكرت وكالة «وطن» للأنباء أن من بين القتلى قائد «سرايا القدس» في المنطقة الوسطى عرفات عبدالله أبو مرشد، ونائبه حسن أبو حسنين، ومساعد بارز عبدالله السميري. وتعهدت «سرايا القدس» بالانتقام قائلة: «خيارات الرد مفتوحة على جريمة العدو الإسرائيلي». وقال الجناح المسلح لحركة «حماس» إن اثنين من أعضائه قتلا أثناء محاولتهما إنقاذ أعضاء حركة «الجهاد الإسلامي» العاملين في النفق. وأكد أنه «سيقتص لدماء الشهداء». وقال مسؤولو صحة في قطاع غزة إن «تسعة أشخاص أصيبوا». وأشارت مصادر إلى أن من بين الجرحى ثلاثة وصفت حالتهم ببالغة الخطورة، نتيجة استنشاق غاز سام ألقته الطائرات الحربية الإسرائيلية بصواريخ استهدفت خلاله النفق. وأوردت «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية» (وفا) أسماء القتلى بحسب مصادر في مستشفى «شهداء الأقصى» في مدينة دير البلح، وهم: «أحمد خليل ابو عرمانة (25 عاما)، وعمر الفليت (26 عاما)، ومصباح فايق شبير (29 عاما)، وعرفات عبد الله مرشد (33 عاما)، وحسن رمضان حسنين (30 عاما)، ومحمد مروان الأغا (22 عاما)، وحسام جهاد السميري (32 عاما) الذي قضى متأثر بجروحه». ونعت «سرايا القدس» أحمد خليل أبو عرمانة، وعمر نصار الفليت. كما نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام القائد الميداني مصباح فايق شبير، ومحمد مروان الآغا. وقال مراسل تابع للوكالة إن عمليات البحث لا تزال جارية عن مفقودين يجري انتشالهم من المكان المستهدف. بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام مشرعين منتمين لحزبه اليميني ليكود، إن «تكنولوجيا رائدة كانت سبباً في الكشف عن النفق». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، رونين منليس، قوله إنه «تم اكتشاف النفق داخل الأراضي الإسرائيلية وهو في طور البناء ويقع بالقرب من الشريط الحدودي مقابل مدينة خان يونس». ودانت حركة «التحرير الوطني الفلسطيني» (فتح)، القصف الاسرائيلي وأكدت في بيان مساء أمس أن «هذه الدماء الزكية لن تذهب هدراً، ولن يفلت مرتكبي هذه الجرائم من المحاكمة». وقالت الحركة إن «هذه الجريمة الإسرائيلية جزء من سياسة الهروب إلى الأمام التي انتهجتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في محاولة تهربها من محاكم الفساد التي تواجهها، على حساب دماء شعبنا». وأكدت «فتح» موقفها الثابت والراسخ في المضي قدما بإنجاز الوحدة الوطنية، مهما كانت التحديات والصعوبات. وتبني إسرائيل جداراً مضادا للأنفاق تحت الأرض، مزوداً بأجهزة استشعار ويبلغ طوله 60 كيلومتراً على امتداد الحدود مع غزة. وتسعى إسرائيل للانتهاء من تنفيذ هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 1.1 بليون دولار بحلول منتصف العام 2019. وكانت «وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) أعلنت الأحد الماضي، العثور على نفق تحت إحدى مدارسها في غزة، ما استدعى اتخاذ تدابير للسلامة الخاصة تطلبت غلق المدرسة أسابيع عدة. وغرد مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط جيسون غرينبلات على «تويتر» اليوم قائلاً: «حماس تستغل كرم العالم لحماية الإرهاب. الفلسطينيون في غزة يستحقون الأفضل».