صعق المحقق الخاص بتدخل روسيا في الانتخابات الأميركية روبرت مولر، الوسط السياسي، ووجه اتهامات في الملف إلى ثلاثة مستشارين سابقين للرئيس الأميركي دونالد ترامب، هم بول مانافورت المدير السابق لحملة ترامب، وشريكه النافذ ريك غيتس، والمستشار السابق جورج بابادوبوليس الذي عقد اجتماعات في روسيا. ويُطلق ذلك مرحلة جديدة في التحقيق تشمل اتهامات وإجراءات قضائية تدور على مسافة قريبة جداً من المكتب البيضاوي، فيما استقال أيضاً المستشار الديموقراطي توني بوديستا من منصب مدير شركة «بوديستا غروب» باعتبار أن التحقيق يطاوله أيضاً. ويتوقع أن تبدأ المحاكمات خلال فترة ستة أشهر، ويرجح أن تكون بداية عملية قانونية شائكة وطويلة في هذه القضية، وأن تتضمن اتهامات أخرى. وصباحاً بتوقيت واشنطن، وفي أجواء تشبه قضية «ووترغيت» أيام الرئيس ريتشارد نيكسون، سلم مانافورت وغيتس نفسيهما إلى السلطات الفيديرالية، وبدأت ملاحقتهما القضائية رسمياً استناداً إلى مذكرة اتهامات احتوتها 31 صفحة، بينها «تآمرهما ضد الولاياتالمتحدة»، و «تبييضهما أموالاً تجاوزت 18 مليون دولار في قضية مانافورت، وعملهما وكيلين لطرف أجنبي من دون تسجيل قانوني»، و «تقديم معلومات خاطئة للسلطات»، إضافة إلى «التقاعس عن توفير معلومات على صلة بحسابات مصرفية ومالية أجنبية». ويبلغ غيتس 45 من العمر، وكان لفترة طويلة شريكاً تجارياً لمانافورت (68 سنة)، علماً أن العلاقة بينهما تعود إلى أكثر من عشرة أعوام. وانضم مانافورت إلى حملة ترامب في آذار (مارس) 2016، ثم أدارها بالكامل في حزيران (يونيو) من العام ذاته حتى استقالته في آب (أغسطس) الماضي. أما غيتس فاستمر في لعب دور بعد تولي ترامب الرئاسة، وارتبط اسمه برجل الأعمال وصديق ترامب اللبناني الأصل توم باراك الذي أشرف بالتعاون مع غيتس على حفلة تنصيب ترامب في كانون الثاني (يناير) الماضي. وفيما لم تربط مذكرة الاتهام مانافورت وغيتس بالحملة الانتخابية مباشرة، وشملت قضايا تمتد من عام 2006 إلى نهاية 2016، فإن ورود اسم المستشار السابق جورج بابادوبوليس في مذكرة اتهام أخرى أوجد خيطاً قضائياً مباشراً بين حملة ترامب وروسيا. وكشفت السلطات أن بابادوبوليس أوقف مطلع الشهر الجاري، وأنه كذب على مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) في شأن نوع اجتماعاته مع الروس. كما أشارت السلطات إلى أن المستشار السابق «اعترف بالذنب»، وأنه التقى ببروفيسور روسية أبلغته بأن موسكو تملك مواد تفضح هيلاري كلينتون وآلاف الرسائل الإلكترونية. ويعني ذلك إمكان استخدام مولر اعترافات بابادوبوليس للضغط على مانافورت وغيتس من أجل التعاون مع المحققين. وفيما لم يعلق البيت الأبيض رسمياً على المذكرات، غرّد ترامب على «تويتر» قائلاً: «لا تواطؤ مع روسيا»، ودعا المدعين إلى التركيز على منافسته السابقة في الانتخابات هيلاري كلينتون. وعن الاتهامات الموجهة إلى مانافورت بالتآمر ضد الولاياتالمتحدة والإدلاء بإفادات كاذبة وعدم كشفه حسابات يملكها في الخارج، كتب الرئيس الأميركي: «عفواً، لكن ذلك حصل قبل سنوات من مشاركة مانافورت في الحملة». ثم هاجم مجدداً منافسته كلينتون، وكتب: «لماذا لا تستهدف هيلاري الحقيرة والديموقراطيون؟».