بيروت - ا ف ب - يستمر توافد الناخبين اللبنانيين الى مراكز الاقتراع اليوم الاحد بكثافة وصفها وزير الداخلية زياد بارود بانها "غير مسبوقة في فترة قبل الظهر" من ايام الانتخاب. وكانت عملية الاقتراع بدأت الساعة السابعة (4.00 ت غ) في انتخابات وصفت ب "المفصلية"، نظرا إلى حدة التنافس بين قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية الحالية والمدعومة من الغرب وقوى 8 آذار وحلفائها القريبة من دمشق وطهران. وأفيد في عدد من المناطق المسيحية لا سيما في كسروان والمتن وجبيل وبعبدا (شمال بيروت) وزحلة (شرق لبنان) والاشرفية (بيروت) ان المشاركة الكثيفة جدا بدأت اعتبارا من الصباح الباكر. في المقابل, بدأت نسبة المقترعين ترتفع في مدينة صور الجنوبية الساحلية اعتبارا من الساعة العاشرة (7.00 ت غ), علما ان الانتخابات في هذه المنطقة شبه محسومة لمرشحي حزب الله وحركة امل (معارضة). ويشهد الاقتراع اقبالا عاديا في مدينة طرابلس الشمالية ذات الغالبية السنية, لكن الاقتراع كثيف في البلدات المحيطة. وفي دير عمار (4 كلم من طرابلس), كانت حوالى 300 امرأة ينتظرن عند الساعة 12.00 امام احد اقلام الاقتراع. وشكا المواطنون من ازدحام وتأخير في عملية الاقتراع لا سيما بسبب الكثافة غير المتوقعة والالتزام بتعليمات وزارة الداخلية والبلديات القاضية بدخول الناخبين فرادى الى قلم الاقتراع وبسبب تنظيم الانتخابات في يوم واحد للمرة الاولى في تاريخ لبنان الدوائر الانتخابية ال26. وقال الموريتاني محمد الامين كتاب, وهو من فريق المراقبة العربي المشارك في مراقبة الانتخابات (الجامعة العربية) ان "الاماكن المخصصة للاقتراع, اي المدارس ودور البلدية, غير مؤهلة بشكل كاف لاستيعاب اعداد المواطنين الراغبين في الاقتراع, لهذا تتأخر العملية الانتخابية". وعلى اثر تكاثر الشكاوى الواردة الى وزارة الداخلية والتي تبثها محطات التلفزة ووسائل الاعلام, عممت الوزارة على "القطعات الامنية المعنية وعلى المحافظين والقائمقامين بضرورة الايعاز فورا لكافة رؤساء الاقلام والكتبة وعناصر قوى الامن الداخلي بالاسراع بالتدقيق في الهويات للسماح للناخبين بالادلاء باصواتهم بصورة فورية". كما اوعزت إلى المحافظين والقائمقامين "بوضع معازل اضافية في غرف الاقلام حيث يلزم" ليكون في الامكان دخول اكثر من ناخب واحد في وقت واحد الى قلم الاقتراع. واكد وزير الداخلية زياد بارود ان "الاقبال على الاقتراع غير مسبوق خلال فترة قبل الظهر". وكان صرح في وقت سابق ان "الاقبال الكثيف دليل عافية". وواكب العملية الانتخابية انتشار امني كثيف في كل المناطق اللبنانية لقوى الامن وعناصر الجيش بلغ عديده نحو 50 الفا. ويجري التنافس على 125 مقعدا في البرلمان اللبناني من اصل 128 بعدما فاز ثلاثة مرشحين بالتزكية. ويتجاوز عدد الناخبين المسجلين الثلاثة ملايين لكن قسما كبيرا منهم يقيم خارج لبنان مما يجعل التكهن بحجم المشاركين صعبا. وكان ملفتا ارتفاع عدد المقيمين في الخارج الذين عادوا خصيصا للمشاركة في الانتخابات والذين اعتبر رئيس مركز كارنيغي للدراسات للشرق الاوسط بول سالم ان دورهم سيكون مهما على سير العملية الانتخابية. ويقول محللون على ان المعركة الانتخابية تتركز على حوالى ثلاثين مقعدا فقط وان الاغلبية في البرلمان ستحدد بالاستناد الى عدد ضئيل جدا من المقاعد. اما المقاعد الاخرى فمحسومة او شبه محسومة بسبب الاصطفافات الطائفية الحادة لا سيما في المناطق ذات الغالبية السنية والغالبية الشيعية. وتتوزع المقاعد المتنازع عليها في الدوائر ذات الغالبية المسيحية, كون المسيحيون مقسومين بين الاكثرية والمعارضة. ومقاعد البرلمان موزعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين يتم انتخابهم وفق النظام الاكثري البسيط. ومدة ولاية المجلس النيابي اربع سنوات. ويشارك في مراقبة الانتخابات حوالى 2200 مراقب محلي واكثر من مئتي مراقب اجنبي, ابرزهم من الاتحاد الاوروبي ومنظمات دولية غير حكومية. وقال الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر بعد جولة له على عدد من مراكز الاقتراع, "ليست لدينا اي مخاوف في ما يتعلق بالانتخابات نفسها وانما مخاوفنا تتعلق بقبول النتائج اكان ذلك خسارة او ربحا". واكد مصدر امني عدم تسجيل اي حادث امني مهم. الا ان مصادر في فرق المرشحين للانتخابات وشهود تحدثوا عن حصول تلاسن وتضارب في عدد من المناطق على خلفية الخلافات السياسية والانتخابية. وتحدث مندوب من فريق النائب الياس سكاف (معارضة) عن حادث من هذا النوع في زحلة "تدخل الجيش بسرعة وفضه". وحصلت حوادث مماثلة في عكار (شمال) وفي قضاء بعبدا. من جهة ثانية, امر النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا بتوقيف ثلاثة اشخاص بتهمة تزوير بطاقة هوية. وتقفل مراكز الاقتراع الساعة 19.00، وأفيد أن الوقت قد يمدد قليلاً، لناخبين موجودين داخل مراكز الاقتراع.